ومنها مايستعمله في خطابه وعشرة أصدقائه . ومنها مايستعمله مع العظماء وقد بينا ذلك . ( الأغراض النفسانية ليروض بها نفسه كما يروض بالحركة بدنه) . ينبغي أن لا يجزع ولايحزن على ما يفوته من الحسيات . وينبغي أن لا يفرح بأمور سريعة الإنتقال عنه . ويعلم أن السرور دائم في الآخرة فيطلبه . فهذه مراتب الناس وكل واحد منها يطلب على قدر همته وآهلته وتمكنه. ( فصاحب القوة النطقية) : أعني من كانت هي الغالبسة عليه يطلب شرفها في الحقد ؟ وأحمدها عاقبة (وصاحب القوة الغضبية بالحكاية) : يعني يطلب أكثرها غلبة للناس وأعمها رئاسة ولو قبح وجهه . ( وصاحب القوة الشهوانية بالحكاية) : يعني يطلب أكثرها نفعا ، وأجلها راحة وأذلها ولو كانت من أخس الوجوه . ( القسم الثالث في سيرة الإنسان مع أهل نوعه وهي ثلاثة أنواع) (سيرته مع من فوقه}؛ ( سيرته مع اكفائه) ؛ {سيرته مع من دونه) فأما سيرته مع من فوقه فهي على أربعة أقسام لأن الأعلى إما الآباء - أو المعلمون - أو الرؤساء - أو الملوك ، وعلى الإنسان لكل من هؤلاء خصال واجبة
نعليه نحو الآباء : ينبغى أن يعتقد حرمة من تولى ولادته وتربيته . وأن يكون من حرسيه من الآفات حتى بيلغ ويلقاه بالخضوع . يجب أن يعظمهما ويبجلهما ويعينهما على طلباتهما . ريسعدهما ماله ونفسه وبدنه وجاهه . وينبغي أن لا يخاصمهما ولو آذياه . وينبغى أن لا يقطع عليهما حديثا ولايداخلهما في كلامها . ويجب أن لا يظهر منهما شكوى ولا يعصيهما أمرا. وينبغي أن لا يجلس وهما قائمان بل بالضد .
Sayfa 84