Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Yayıncı
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Türler
وإذا كان للجسد من الجوع بلاء، فإن للقلب به ضياء، وللروح به صفاء، وللسر لقاء. وحين يدرك السر اللقاء، وتجد الروح الصفاء، ويجد القلب الضياء، فأي ضير إذا لقي الجسد البلاء " (١).
ونقل الشعراني عن الخراز أنه كان يقول:
" الجوع طعام الزاهدين " (٢).
ونقل عن أحمد الرفاعي أنه قال:
" أنا أحب للمريد الجوع والعري والفقر والذل " (٣).
وعلى هذا الأساس نقلوا حكايات وأكاذيب عديدة لتمجيد الجوع وتمجيد المتجوعين والثناء عليهم، أكاذيب واضحة صريحة. فقالوا:
" إن سهل بن عبد الله التستري كان لا يأكل الطعام نيفا وعشرين يوما " (٤).
ومرة قالوا عنه أيضا أنه كان يأكل كل خمسة عشر يوما مرة، فإذا دخل رمضان لم يكن يأكل شيئا إلى يوم العيد (٥).
ومثل ذلك نقلوا عن إبراهيم بن أدهم أيضا (٦).
وروى الطوسي أكثر من ذلك عن أبي عبيد البسري أنه " كان إذا دخل رمضان دخل البيت وسد عليه الباب ويقول لامرأته: " أطرحي كل ليلة رغيفا من كوة في البيت ولا يخرج منه حتى يخرج رمضان، فتدخل امرأته البيت فإذا الثلاثون رغيفا موضوعة في ناحية البيت " (٧).
وأغرب من ذلك أن الهجويري نقل هذه الحكاية عن الطوسي نفسه، وهذه هي ألفاضها:
" إن الشيخ أبا نصر السراج الملقب بطاووس الفقراء وصاحب كتاب " اللمع " ورد
_________
(١) كشف المحجوب للهجويري ص ٥٧٠ ترجمة عربية ط دار النهضة العربية بيروت ١٩٨٠م.
(٢) الطبقات الكبرى للشعراني ج١ ص ٩٧.
(٣) الأنوار القدسية لعبد الوهاب الشعراني ج١ ص ١٣٢ ط بغداد.
(٤) اللمع للطوسي أبي نصر السراج ص ٢٦٩.
(٥) كشف المحجوب للهوجيري ص ٥٦٧ ترجمة عربية دكتورة اسعاد عبد الهادي ط بيروت ١٩٨٠م.
(٦) أيضا.
(٧) اللمع لأبي نصر السراج الطوسي ص ٢١٧.
1 / 30