Tabağın Krallarının Serüveni: Otuz Bölümde
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Türler
حيث آثرت فيالق الملكة الأم البقاء في أحمرا؛ امتثالا لقرارها بعدم إعلان الحرب، مما أجبره على الخروج وحده بجيشه القليل العدد والعدة، تجاه مملكة أفراح لتخليص أسر محاربتها التي عانت طويلا، وهي زوجته وزميلة كفاحه وطفولته وصباه: شامة.
وهي - شامة - التي تفتحت عيناه عليها يلعبان ويلهوان ويدرسان معا، حتى إذا ما شبا عن طوقهما على كراهية سيف أرعد ملك الحبشة لكل ما هو عربي وعبوديته للآخرين، توقد حبهما على وهج المعارك المستعرة التي خاضاها ضده، مما اضطر شامة، وهي الفتاة، أن تخرج على إرادة والدها ملك أفراح بالسير في طريقه، بل والانتماء بكاملها إليه إلى حد هروبها مع سيف إلى اليمن وجزيرة العرب، ليعقد قرانه عليها رسميا بين الأهل والعشائر، وها هي شامة ترزح وحدها في قيود وأسر أرعد، كان سيف بن ذي يزن يعتلي رأس جنده وألويته غاضبا عاقدا العزم منذ أن لفظته بوابات أحمرا على التوجه هو وجنوده إلى المشرق الأفريقي، وهو لا يزال يلقي باللوم على نفسه لتردده الطويل أمام رغبات أمه قمرية - التي عارضت الإسراع بالخروج لاستكمال المعارك السابقة الموءودة أو المجهضة - عشية وضع الملكة خاتم ملك التباعنة على اتفاقات الهند الملفقة الأخيرة مع ملك الأحباش سيف أرعد قائلة: تكفي أرض هذه البلاد ما رشفته من دماء عربية، لم يجف تقيحها بعد.
اندفع التبع الشاب، ينهب الأرض بجبالها وأخاديدها وشلالاتها وبواديها وغاباتها المأهولة بقطعان الحيوانات والطيور وزواحف الأرض ما بين الأيائل البرية والضباع وأبناء آوى التي تعارف العرب على تسمية الواحد منها بأبي الحصين.
وكانت قطعان الحمير الوحشية والسناجب والقردة بأشكالها وفصائلها وممارستها عبر البراري، بأحجامها المختلفة المنتصبة على قوائمها، والتي تلفت النظر بأشكالها الغريبة وتصرفاتها العجيبة، وهي تقتات من غريب الشجر والثمر والزهور البرية التي لا يحدها البصر، بألوانها وتكويناتها من صفراء وحمراء وقرمزية وخضراء وسوداء وعسجدية، كشعر شامة المسترسل الأحمر.
وكان أكثر ما يثير مخيلة جنوده، فيتندرون به عبر زحفهم ورؤياهم لمجتمعات القردة العملاقة التي يسمونها «بالغيلان»، وكيف أنها كانت تشعل النار وتضرمها بالنفط في حروبها وغاراتها الوحشية، إلى درجة دفعت بسيف أرعد إلى ترويضها ومحالفتها وتدريبها، والدفع بها كتائب إثر كتائب ضد العرب كمحاربين مرتزقة بلا هوية، قد أضناها الجوع لتنهشهم وتأكلهم أكلا. - شامة ... كيف لي أن أتخلى عنك؟
واصل سيف اليزن زحفه متشحا أردية وبيارق التباعنة وتاجهم المتوارث - علنا - وعلى طول البلدان الأفريقية، حتى تلك الموالية منها لمملكة - ويمكن القول إمبراطورية - الحبشة وملكها المتسلط الذي أعماه التعصب ضد العرب سيف أرعد.
حتى إذا ما تسلل داخلا إلى أراضي أفراح الشاهقة واصل زحفه بجيشه باتجاه عاصمتها لفك الحصار عن شامة. - لكم عانت طويلا معه عبر رحلة نضالهما التي لم تترك لهما متنفسا للعيش ولو لفترة قصيرة كزوجين، بعدما عاشا مرحلة الطفولة ووهج الشباب معا كصديقين متلازمين.
وشق سيف بن ذي يزن طريقه بحد السيف موقعا بقادة وأبطال الأحباش، ميمنة وميسرة إلى حيث قصر شامة الشامخ المتعالي المحاط من جهاته الأربع بغابات الأشجار العملاقة المشتعلة كجهنم ذاتها من حوله وخلفه ومشرقه ومغربه التي كان يطلقها جيش الأحباش والغيلان.
ففك حصار القصر في ذات اللحظة التي حرك فيها أنصاره حرب الأنهار التي يجيدها منذ الصغر، فخفتت الحرائق لحظة عبوره كالبرق الخاطف إلى قصر شامة، المفضي بدوره إلى السراديب والمخابئ المتناهية الصعود والهبوط والالتفاف، واستطاع بعد جهد الوصول إلى شامة التي أخذته بالأحضان وهي تصرخ بسرور: تأخرت سيف.
أشارت من فورها إلى الخارج عبر كوات السراديب المحكمة التحصين؛ قائلة بتوتر: انظر جهنم.
Bilinmeyen sayfa