الأبطال وقد نشبت أظافر الأسد في زنديه فسال منها الدم وتقزقت ثيابه وبقي الأمر على مثل ذلك والأمير مع الأسد في صراع وقتال لا يتمكن أحدهما من الآخر حتى تثبت عند الجميع أن الأمير حمرة من الأبطال الشداد غير أننم كانوا لا يرجحون خلاصه من بين يدي الأسد بل كان أكثرهم حزينا عليه ولا سيرما مهردكار فإنها رأت عن بعد الدم سائلا من جسله فتأكد لديها أن الأسد يفترسه ويميته ولم تقدر أن تضبط نفسها من البكاء ودموعها تذرف على خدودها منتظرة النهاية وبكل عزمها أنه إذا لحق بحبيبها أمر مكدر رمت بنفسها من الطاقة فتموت حلا وتلحق به ولا تعيش ساعة بعده . وفيها كان الأمير حمزة مع الأسد في جدال ونضال لاحت منه التفاتة الى مهردكار فرآها باكية العين تنظر إليه بانكسار كأنها مرجحة عدم نجاحه فطار عقله وصاح صيحة اهتزت مها تلك القصور وارتجت الأرض وتزلزلت وارتبك الأسد وضاع عقله فانئحط عليه حمزة ودخخل بسرعة البرق تحت وسطه فتمكن من يديه فشدهما الى بعضهما ثم ميله إلى الشمال ومال هو إلى اليمين فوقع الأسد إلى الأرض كأنه الطود فداأس حمزة على رجسه وشد بإحدى يديه بما أعطاه الله من القوة فقلع اليد وبنحو من نصف ساعة اختبط الأسد ومات فمد حمزة يده إلى جوفه وأخرج قلبه وأكله . وقد صدر عن ذلك غوغاء وصياح من العرب والعجم وكان أشد الجميع سرورا مهردكار وجعل قلبها يخفق خفقان المسرة”وتمنت أن ترمي بنفسها عليه وتضمه إلى صدرها وتتمكن من أن تشكره على فعله وتمدحه عليه وكذلك كسرى فإنه نزل عن ظهر الايوان الى بابه وتقدم من حمزة وقبله بين عبينه وتقدم الجميع إلى #بنثته بالسلامة وفوزه على الأسد إلا بختك الوزير فإنه دنا منه وكلمة التهنثة لم تخرج من فمه بل كاد يموت وحزن على خلاص حمزة من الاسد وغاب وعيه وبعك ذلك رجع معهم إلى الديوان بعد أن رأى بطرف نظره إلى مهردكار وهي تبسم بمباسم الفرح وقد أبدت له علامات الاستحسان من أعماله كل ذلك دون أن يلحظ أحد أو يعلم بها أحد وبعد أن دخل أمر الملك كسرى أن يذهب به بزرجمهر إلى الحمام فيغسل بدنه ويلبس بدلة من أفخر الثياب التي يختارها فأخذه بزرجمهر إلى الحمام واغتسل فيه وهو قبل ذلك لا يعرف الحمام ولا الماء السخن فنظر بدنه مرتاحا جدا ومن ثم رجع مع الوزير وهو يقول له أن الزمان يخدمني ولا بلا لي من كيد بختك بن قرقيش لأنه يريد لي الحلاك والقلعان وما قصد بمصارعتي الأسد إلا لظنه أنه يفترسني وبميتني فجاء الأمر بعكس ما ظن حتى رأيته وقد كادت تنفطر مرارته ويعدم الحياة قال إني أعلم منه ذلك وأعرف أن الله سيطيل بعمرك , وينولك الفوز العظيم على الفرس وعلى غيرهم فتحظى بالسعادة التي وعدت بها من الله سبحانه وتعالى ومن الخضر عليه السلام وبعد أن دخلوا الديوان وجلس في مركزه بجانب كسرى قدم له الشراب وبعده أمر بمد سفرة الطعام المختلفة الألوان فجلس العرب على جانب منها والأعجام على جانب آخر وأكلوا حتى اكتفوا وعادوا إلى مراكزهم فجلسوا على .
هو
Bilinmeyen sayfa