لا يعد على 'الدوام للضيافات بل يحتاج إلى تدبير الدولة فوجودنا فيه يؤخر في مصالح البلاد . قال هذا لا أرضاه لأني أريد في كل يوم أن تكونوا في ديواني فأراكم ولا سيا أنت يا حمزة العرب فإني مولع بك ولا أريد أن يمر يوما ولا أراك به فعدني الآن أنك في كل يوم تأنيني وتجلس إلى جانبي دون تكليف وحجل كأنك ولدي فوعده حمزة بذلك وقد فرح من معاملته له باللطف والمحبة كل الفرح وعرف أن هذه المعاملة ستنيله مراده من الوصول إلى مهرد كار غير أنه لم يبد إشارة تدل على شيء من ذلك وبقي حافظا على اللياقة والآداب إلى أن يرى طريقا يتوصل منها إلى نوال مراده . وأما بختك بن قرقيش فانه كان لا يزال موجوعا من صفعة الأمير حمزة وكلم| وقعت عينه عليه يتألم ويتوجع وتتمزق أحشاءه وتنفطر مرارته ويكاد يقع إلى الأرض من عظم الغيظ وهو يتمنى أن يرى بابا يتوصل منه إلى هلاكه .
قال وفيها هو على: ذلك خخطر بفكره نخاطر سر منه مزيد السرور وفرح غاية الفرح وطفح على وجهه طافح البشر والتفت إلى الملك كسرى وقال له باللسان الفارسي لقد خطر لي أمر يا سيدي أريد أن أبديه لك فهل تصغي إلي به . قال ما هو . قال إنه من المقرر الثابت أن الأمير حمزة هو أشد الفرسان شجاعة وأقدرهم قوى غير أننا لم نشاهد ' قتاله ولا حربه ولا نزاله فخطر لي أن نسأله إذا كان يقدر أن يصارع الأسد الذي عندنا بالقفص أم لاقفال له كسرزى دع عنك هذا الأمر فا من فائدة فيه وأخاف أن يبطش به الأسد أو يوصل إليه بأذى فنخسره ونقع بعده بالندم : قال من أين للأسدان يبطش به وعلى ما أظن ويظهر لي أنه يقدر أن يصرع الأسد مهما كان عظيا على أن الخوف لا يكون يذه الدرجة فإن الأسد يبقى مربوطا وما ذلك إلا لنرى مقدار قوته ونعرف هل يمكنه أن يثبت أمام الأسد أم لا وإني اسمع كثيرا من الناس ولا سيا العرب يسطون على الاسود فيقتلومها وينالون بذلك المجد والفخار . قال هذا لا يمكن قط وفيها هما على مثل ذلك قال حمزة لبزرجمهر أريد منك يا سيدي أن تخبرني عن معنى الكلام الواقع بين كسرى ووزيره فإني أراهما على اختلاف وأخاف أن يكون ذلك مما يتعلق بي . قال إن كل ذلك يتعلق بك وهو ان هذا الخبيث بختك يزيد يقنع كسرى ليدعوك إلى مصارعة أسد هائل عندنا محبومن في قفص منذ الصغر وهو لا يوجد أكبر منه بين الآساد جيء صغيرا ووضع بهذا القفص وعين الخدام والوكلاء لطعامه وهو يكبر ويسمن حتى صار النظر إليه يخيف ويرعب أشد الناس يسأله له الآن عدة سنين عديدة ولا ريب أنه إذا خرج من القفص يأكل الناس ويفعل الأفعال القبيحة لكونه محبوسا ويشتاق إلى الفلاة والخروج من الحبس ولهذا أرى أن غاية 'بختك خبيثة من نحوك وأنه يريد أن يلقيك بمثل هذه التهلكة العظيمة ليأخل بثأره منك فقال له إذا أريد منك أن تسأل لي الملك أن يسمح بصراع هذا الأسد 0
Bilinmeyen sayfa