علقت بي كل التغلق وليس من العدل أن أضيع لما أو ارجعها بالخيبة وإني أستعين بالله على نوال المراد وأن يساعدنا في تدبير هذا الأمر ومنع ما يقف في طريقنا من الصعوبات ووطد العز على أن ينزل في الغد المديئة ويراها ويتدبر بعد ذلك في الوصول إليها والاقتراب منها ثم أكل من ذاك الطعام وهو كاد لا يشبع منه حتى فرغ عن آخره فرفعه عمر وبقي حمزة في صيوانه كل تلك الليلة لم يخرج منه قط ولا أراد مواجهة أحد وجل ما كان يفكر به كيفية الوصول إلى بنت الملك وكلما رأى إلى ذلك عظمت عليه الخال واتسعت ذائرة الصعوبة فكان لا يعلق أمل بالوصول اليها إلا بمساعدة الصداقة وعناية الله ونام تلك الليلة وفي الصباح مض من فراش فا.س أفخر ثيابه وتقلد بسلاحه واعتل فوق جواده وخرج إلى الملك النعمان فوجده بانتظاره وقال له هل لك أن تذهب اليوم إلى الملك كسرى لأنه قد بعث رسولا إلينا يلومنا على تأخيرنا عن المسير إليه في اليوم الماضي فوعدته أننا نذهب الآن فقال إني أذهب فأمر أعيانك أن يركبوا معنا فأجابه وركب أصفران الدربندي ووزراء النعمان وساروا إلى المدينة والأمير حمزة ينظر إلى فوق وهو يتمنى أن يرى مهردكار ويشاهد ما هي عليه من الحسن والجمال وهل هي كما وصفها النعمان أم لا .
كان كل قلبه وفكره يقول له بأنها فوق ذلك ولما قرب من الإيوان مال بنظره إلى الوراء فرأى شمس الدنيا واقفة' في الشباك كأنها البدر يتلالا في سنا محاسنها وهي لابسة ثوبا أصفر عليه عروق سوداء ..وعليها من الحل والجواهر ما يزيد في إشراق جمالها وعلى رأسها إكليل من الزهر الأبيض فوق إكليل من الألماس والجوهر يلمع كأنه الكواكب في الليلة الظلماء وحال وقوع نظر الأمير حمزة عليها أشارت إليه بالسلام وحيته برأسها تحية لطيفة .
فأجابها بعياقة كأنه يضع يده على رأسه لإصلاح خحوذته كي لا يلحظ عليه أحد فعرفت أنه يجيبها على تحياتها فسرت مزيد السرؤر ولولا تقدر أن تضبط نفسها وتتمالك قواها لألقت بجسمها كله عليه بل صبرت على نفسها واطمأن بالها نوعا .
ودشخل الأمير إلى الداخل وهو مشغول الفكر وقد انبهر مما شاهد من جمالها وعرف أن مثل هذا الجمال لا يمكن أن يدركه عقل فيصفه حق وصفه أو يشرح منه مقدار معشاره ولا دخل الديوان نض اليه جميع الأعيان وتقدم بزرجمهر إلى الأمام ولاقاه لأنه كان كما تقلرم يحبه ويريد أن يظهر محبته له على رغم حاسده وعدوه ودنا من كسرى فقبل يديه وسلم عليه فترحب به وهش بوجهه وأمر أن يجلس إلى جانبه بقرب وذيره بزرجمهر حيث هو الترجمان فيما بين العرب والعجم وبعد أن استقر به الجلوس ومن معه قال هم كسرى, إنه كان بودي أن تكونوا كل يوم ما دمتم في ضيافتي فلم تأخرتم في الغد ولم تحضروا أكان لذلك سبب هل بدا من أحد من قومي ما يغيظكم لأنتقم لكم منه جزاء على فعله فقال له حمزة أنه لم يكن من سبب غير أني لم أرض أن أثقل عليك كل يوم كوني أعرف أن ديوانك
7
Bilinmeyen sayfa