وقلبه يتتحدث بها وصار يودان ينزل المدينة ويمر من المكان الذي أشارت له عليه ليراها ٠ وبشاهد جماها وأقام مدة في صيوان الملك النعمان ثم رجع إلى صيوانه وأقام إلى المساء وقد قال له عمر أسمعت يا أخي ما قال الملك النعمان عن مهردكار وإني أراها موافقة من كل وجه واسأل الله أن يوصلك إليها وتصبح زوجة لك . فقال له دع عنك هذا الكلام ومن الصواب أن لا تفكر بشيء بعيد النوال قال لأي سبب بعيد النوال ؟ قال أما سمعت كم طلبها من الملوك فلم ينل أحد مراده لأنها بنت كسرى أنو شروان وجميلة للغاية وقد تربت على الدلال تربية تؤذن بوجوب عظمتها ومجدها ولذلك أرى صعوبة كثيرة وخطرا عظيا بالسعي في نوال مثل هذا الأمر وأرى من الواجب قبل التطرف والدخول في مثل هذا الشأن أن ننظر في العواقب ونرى تلك الصعوبة وإن أعرف من نفسي إذا امتنع كسرى أو حالت أمور أخرى بيني وبين نوال غايتي التزم إلى تجريد سيفي فأقتل كسرى أو غيره ثمن بهم مهرد كار أمرهم ولذلك أرى من الصواب أن لا نفكر إلا بأمر تحت طاعتنا من إمكاننا ولنا قال له إن كسرى يحبك ولا يمنع عنك أمرا تريده فلا بد إذا علم برغبتك بزواج بنته أن يسرع إلى اتمام ذلك ويفعل كل ما يرضيك قال وإن كان كسرى يحبني إلا أنه يرى من العار عليه أن يزوج بنته لبدوي وهم يكرهون العرب ويحطون من قدرهم وم يسبق أن وقع مثل هذا الأمر فيلزم أن ينقض تلك المحبة ويسلك معي مسلك العناد إذا رآني مصرا على طلبي ولا ريب أني أعرف شرف الملوك وأعرف كثرة رغبتهم في المحافظة على ناموسهم وأعرف أيضا إذا رضي كسرى بزواجي يقال عنه أنه زوج بنته برجل من أصناف الناس ومما يليق به أن يكون خادما عنده وهذا يورثه العار والشنار قال إذا كان القاضى راضي فلم تطفل الشهود فحيث هي راضية عنك قابلة فيك أخذناها بالرغم عن الجميع وإذا شغت دخلت قصرها وأخرجتها منه وسرت بها إلى أي مكان أمرتنى دون أن أترك أحدا يعرف بها . قال هذا لا أفعله قط ولا أريده فا هذا الفعل إلا فعل أدنياء الناس واللصوص كيف أسرق بنت كسرى وصار بيثي وبينه معرفة ومودة وكيف أرضى وأنا حمزة هذا الزمان أن يقال عنى قد تزوجت ببنت كسرى على هله الطريقة المهينة فاقصر كلامك في هذا المعنى ودع التقادير تدبر هذا الأمر ولا تبح به قطعا إلى أحد .
ثم تركه عمر وذهب إلى جماعته العيارين فزارهم وأقام بيهم نحو ساعتين وهم يلعبون الملاعب الرياضية ويتمرنون على مصلحتهم ومهنتهم ثم عاد إلى الصيوان وحال وصوله وجد رسول مهرد كار قد جاء بالطعام ودفعه إليه وبلغه سلامها وأنها كانت بانتظار مروره في ذاك اليوم إلى ديوان أبيها فقال له عمر إن اليوم بقى في الحلة وني الغد يذهب إلى أبيها ثم دخعل بالطعام على أخيه ووضعه بين يديه ففتح العلبة وإذا به يراه سخنا تفوح منه الروائح الزكية بما يتوق المرء إلى أكله مهما كان شبعان فنظر حمزة إليه وقال إن الفتاة ال
Bilinmeyen sayfa