Bukhnir'in Darwin Mezhebi Üzerine Yorumu
شرح بخنر على مذهب دارون
Türler
7
من الهند كليا، بل أدخل البراهمة في دينهم بعض مبادئ منه كأزلية المادة والنيروانا، وهما القاعدتان الجوهريتان في مذهب بودا.
وأما النيروانا فهو غاية مذهب بودا، وقد اختلفوا في معنى هذه اللفظة، والصحيح أنها تعني لا شيء أو العدم، وعليه فيكون مذهب بودا عبارة عن العدمية في أتم معانيها، وعن الوجع العام، فالعالم على رأيه مركب من الوجع، وكل شيء فيه باطل، وسوف يهلك. والأوجاع الكبرى عنده أربعة: الولادة، والشيخوخة، والمرض، والموت. والحياة كلها عذاب، وللخلاص من هذه الأوجاع ومن هذا العذاب ينبغي على الإنسان أن يتحرر شيئا فشيئا بواسطة الدين والفلسفة من كل حاسة ومن كل فكر، حتى يرجع أخيرا إلى راحة العدم. وللنيروانا غاية أخرى أيضا وهي: الخلاص من عذاب البعث، والبعث له مقام عظيم في عقائد الهند. فالنيروانا هو إذن تخلص من كل فكر وشعور وعود إلى السكون العام؛ أي إلى العدم الأول (سونجا) الذي هو عبارة عن السعادة العظمى.
ثم إن البراهمة قد حولوا النيروانا عما هو عند البوديين حتى استخلصوا منه البطالة عن كل عمل، فالإنسان يقول أم أم،
8
وبالتأمل الشديد، ونكران الذات يتحول شيئا فشيئا إلى الله أو إلى براهما، على أن هذا التحول غير مستطاع إلا للبراهمة فقط.
وكما أن دين البراهمة استعار كثيرا من دين البودية، هكذا دين البودية استعار كثيرا من دين البراهمة، ثم فقد ما كان عليه من البساطة وفسد بانتشاره في الشعوب، فأكثر من القديسين والصور والقون والأديرة والإماتة والكهنة والرتب. ومن هذه الحيثية يشبه الدين الكاثوليكي جدا مع شدة ما بينهما من التناقض في المبدأ، ثم صار بودا نفسه إلها يعبدونه.
ومبادئ هذا الدين رغما عن فساده لا تزال حتى اليوم ذات مفعول عظيم ظاهر في حسن معاملة المتدينين به، حتى البراهمة أنفسهم لأصحاب الأديان الأخرى. ذكر الدكتور هوج أستاذ السنسكريت في مدرسة بوما الإنكليزية - قصبة بومباي - أن البراهمة قالوا له منددين بترفض النصارى الديني ما نصه:
9
إن هذا الترفض فيهم دليل على ضعف العقل وضيقه؛ لأن العاقل لا يضطهد أحدا لدينه ... إلى أن قالوا:
Bilinmeyen sayfa