Bukhnir'in Darwin Mezhebi Üzerine Yorumu
شرح بخنر على مذهب دارون
Türler
التي وضعها بودا أو جوطامي ابن ملك الهند سنة 600-543ق.م.
فهذا المذهب الذي لم ينتبه إلى البحث فيه إلا حديثا مع أنه ممتد جدا في الشرق، هو دين بدون إله ولا ضحايا ولا طقوس ولا صلوات؛ أي ليس فيه شيء مما هو مصطلح عليه في الأديان، وأساسه الأدب والإنسانية، وبعبارة أخرى الفضيلة. وهو مأخوذ من تعليم سنكجاه الذي ليس فيه إله ولا آلهة ولا ما يسمى العالم، بل يعلم بمادة أزلية لا تتلاشى يحركها عاملان هما الطبيعة والنفس، وهي تتغير بالقوى الطبيعية المتصلة بها، فالموت ظاهري فقط، ولا يوجد في الحقيقة إلا تغير دائم ما خلا نفس الإنسان، فإنها موجودة لنفسها، ومنفصلة عن الجسد، فالطبيعة والروح أمران متضادان.
فهذان العاملان موجودان في مذهب بودا الذي لا يسلم بالوجود الحقيقي إلا لبراكريتي العظيم؛ أي المادة الأولى الكائن بها قوتا السكون والحركة أو الراحة والعمل. والحركة هي التي كونت العالم الذي لم يكن بد منه طبيعيا كنتيجة لسبب، والذي هو كائن بتخريب ما كان موجودا وتحويله على الدوام.
ومذهب بودا على ضد مذهب براهما الذي ينكر وجود المادة، ويعتبرها أنها وهم من الحواس، وهذا الوهم أصل التثنية أي الجسد والروح، وأصل إماتة الجسد وإنكار العالم وكل وجود.
6
ويعظم الفرق أكثر بين هذين المذهبين من حيث الفروض، فإن تعليم بودا يهم الشعب أكثر وغايته تحرير الإنسان. والفروض التي يفرضها عليه هي: الفضيلة والمحبة والشفقة والاتضاع والرحمة والحسنة والصبر والعفة ومحبة الغريب ومساعدة المسكين والرأفة، ولا سيما بالحيوانات، وعدم الحقد والعروض عن الانتقام ... إلخ. ويأمر بها حبا بالخير لا طمعا بالمكافأة، ولا خوفا من القصاص. ويعلم أيضا المساواة والإخاء بين جمع البشر، وينفي سائر الامتيازات من جهة المولد والمقام، وبودا يقول : «إن جسد الأمير لا يساوي أكثر من جسد العبد.»
وقد تميز بودا عن سواه بأن كتب تعليمه بلغة العامة لا بالصنسكريت؛ أي لغة الخاصة خلافا لباقي الأديان في ذلك الزمان. وقد أنكر الودا (أي الكتب المقدسة للهنود) وطرد الآلهة والأرواح البراهمية بدون أن يرتكب التعصب أو يتهور بسوء المعاملة. وكان يقتضي أن يسلك هذا المسلك؛ لأنه كان يريد أن يجعل دينه دينا عاما؛ ولذلك انتشرت رسله في سائر أقطار المسكونة كرسل الدين المسيحي اليوم، لأن غايته الإخاء والتسوية بين جميع الناس، وإنهاض جميع الشعوب الذين يعدهم بالخلاص من جميع الآلام والمصائب بدخولهم في «النيروانا»؛ أي العدم. فغاية بودا أن يزيل من العالم كل ضيق خلافا للبراهمة الذين لا يهتمون إلا بأمر أنفسهم؛ ولذلك انتشر مذهب بودا كثيرا وسريعا.
ذكر دونكر في تاريخه القديم أن أسوكا ملك مغاده (250 سنة ق.م) أقام دين بودا في مملكته، ولم يعامل المخالفين بالقسوة، بل بالحسنى كما يأمر به التعليم المذكور، فلم يضطهد البراهمة أو الكهنة، ولم يقتل أسيرا خلافا للعادة في الشرق. قيل: إنه منع القصاص بالموت، وقد زرع الأشجار على عرض الطرق، وأقام السبل لراحة المسافرين واستقائهم، واعتنى كثيرا بالفقراء، وأنشأ مستشفيات ليس للبشر فقط، بل للحيوانات العاجزة والمريضة أيضا.
ولما خاف البراهمة على مذهبهم أن ينقضه مذهب بودا حركوا الأمراء على اضطهاده، ودام هذا الاضطهاد الشديد من القرن الثالث إلى القرن السابع للمسيح. وبعد هراقة دماء كثيرة انحصر مذهب بودا في الهند القديمة؛ أي في مكان منشئه وفيما جاوره من البلدان كسيلان والصين واليابان وتيبت ومنكوليا حتى إنه اليوم أكثر الأديان انتشارا بعد دين المسيح، فإن البوديين يبلغون 450 مليونا، والمسيحيين 475 مليونا.
ولم يتقلص ظل البودية
Bilinmeyen sayfa