وأن النبي صلى الله عليه وآله لم يمت إلا على وصية بالإمامة (1).
وذهب أهل السنة إلى خلاف ذلك كله، فلم يثبتوا العدل والحكمة (2) في أفعاله، وجوزوا عليه فعل القبيح والإخلال بالواجب، <div>____________________
<div class="explanation"> لم ينتفعوا به ولا حصل لهم به لطف... ".
(1) ستعرف ذلك بالتفصيل حيث نذكر النصوص والبراهين على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام.
(2) واعترض عليه ابن تيمية: إن قوله عن أهل السنة: إنهم لم يثبتوا...
نقل باطل عنهم من وجهين: أحدهما: أن كثيرا من أهل السنة - الذين لا يقولون في الخلافة بالنص على علي ولا بإمامة الاثني عشر - يثبتون ما ذكره من العدل والحكمة على الوجه الذي قاله هو، وشيوخه عن هؤلاء أخذوا ذلك، كالمعتزلة وغيرهم ممن وافقهم من متأخري الرافضة على القدر، فنقله عن جميع أهل السنة الذين هم في اصطلاحه العامة من سوى الشيعة هذا القول كذب منه.
الوجه الثاني: إن سائر أهل السنة الذين يقرون بالقدر ليس فيهم من يقول إن الله تعالى ليس بعدل ولا من يقول إنه ليس بحكيم، ولا فيهم من يقول إنه يجوز أن يترك واجبا ولا أن يفعل قبيحا. فليس في المسلمين من يتكلم بمثل هذا الكلام الذي من أطلقه كان كافرا مباح الدم باتفاق المسلمين...
أقول: وكلا الوجهين جهل أو تجاهل أما الأول فيبطله أن مقصود العلامة من " أهل السنة " هنا خصوص " الأشاعرة ". ويشهد به قوله في نفس هذه المسألة في كتاب آخر: " قالت الإمامية ومتابعوهم من المعتزلة... وقال)</div>
Sayfa 24