ثم أردف الرسالة بعد موت الرسول بالإمامة فنصب (١) أولياء معصومين، ليأمن الناس من غلطهم وسهوهم، <div>____________________
<div class="explanation"> نصب الإمام لطف:
(١) واعترض عليه: إن أراد بقوله: نصب... أنه مكنهم وأعطاهم القدرة على سياسة الناس حتى ينتفع الناس بسياستهم، فهذا كذب واضح وهم لا يقولون بذلك، بل يقولون: إن الأئمة مقهورين مظلومين. وإن قيل: المراد بنصبهم أنه أوجب على الخلق طاعتهم، فإذا أطاعوهم هدوهم، لكن الخلق عصوهم. فيقال: فلم يحصل بمجرد ذلك...
قلت: قول العلامة " ليأمن " تعليل لاشتراط العصمة، و" لئلا... " تعليل للنصب. ثم إن " النصب " شئ و" التصرف " شئ آخر، فلا وجه لأن يراد " التصرف " من " النصب ". كما أنه ليس " المراد بنصبهم أنه أوجب على الخلق طاعتهم ". بل المراد من " النصب " هو الإقامة والجعل، قال الله تعالى:
<a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/0/73" target="_blank" title="سورة الأنبياء: 73">﴿وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا﴾</a> (1) فالله تعالى أوجدهم وجعلهم الأدلاء عليه لطفا ورحمة بالعباد، كما تنصب الرايات في الطرقات لاستهداء العابرين بها لطفا ورحمة بهم. فحال الإمام كحال الراية، من خالف ضل ومن اهتدى بلغ الغاية...
ولا ملازمة حتى يقال: " فلم يحصل بمجرد ذلك في العالم لا لطف ولا رحمة ".
كما لا ينكر اهتداء أقوام من الناس بهم، فقول ابن تيمية: " إن ما حصل تكذيب الناس لهم ومعصيتهم إياهم " كذب. فهذا سر التعبير ب " النصب ").</div>
Sayfa 22