ذهبت (1) الإمامية إلى أن الله تعالى عدل حكيم لا يفعل قبيحا ولا يخل بواجب، وأن أفعاله إنما تقع لغرض صحيح وحكمة، وأنه لا يفعل الظلم والعبث، وأنه رؤوف بالعباد يفعل بهم ما هو الأصلح لهم والأنفع، وأنه تعالى كلفهم تخييرا لا إجبارا، ووعدهم الثواب وتوعدهم بالعقاب على لسان أنبيائه ورسله المعصومين، بحيث لا يجوز عليهم الخطأ ولا النسيان ولا المعاصي، وإلا لم يبق وثوق بأقوالهم وأفعالهم فتنتفي فائدة البعثة.
<div>____________________
<div class="explanation"> الوجه في التعرض لمسائل القدر ونحوها:
(1) اعترض عليه ابن تيمية بأن: إدخال مسائل القدر والتعديل والتجويز في هذا الباب كلام باطل من الجانبين، لأنها مسائل لا تتعلق بالإمامة...
قلت: صحيح أن هذه المسائل لا علاقة لها مباشرة بالإمامة، ولذا لم يتعرض لها العلامة في هذا الكتاب ولم يفصل الكلام في إثباتها فيه، فإنه مصنف في الإمامة، غير أنه أشار إلى تلك المسائل هنا مقدمة للقول بوجوب نصب الإمام على الله، فإن مذهب الإمامية هو أن مقتضى عدل الباري وحكمته، وأنه لا يفعل قبيحا ولا يخل بواجب... أن ينصب الإمام، كما اقتضى ذلك إرسال الرسول... وشرح ذلك موكول إلى الكتب المفصلة المصنفة في هذا الشأن.
فهذا مراد العلامة وهو ظاهر لمن تأمل كلامه. فالاعتراض بما ذكر وكذا اعتراض بأن ما نقله عن الإمامية ليس تمام قولهم... ساقط).</div>
Sayfa 21