وقال: وشرطي فيه ألا أوردَ إلا حديثَ من وثّقه إمامٌ من مُزكِّي رواة الأخبار، وكان صحيحًا على طريقة بعض أهل الحديث الحفاظ، أو بعض أئمة الفقهاء النظَّار، فإن لكل منهم مغزى قَصَدَه وسلكه، وطريقًا أعرض عنه وتركه، وفي كل خير (١).
قال الأدفوي: وكان كتابه "الإلمام" حاز على صغر حجمه من هذا الفن جملة من علمه (٢).
قال السبكي: واعلم أن الشيخ تقي الدين ﵁ توفي ولم يبيِّض كتابه "الإلمام"، فلذلك وقعت فيه أماكن على وجه الوهم وسبق الكلام (٣).
قال الحافظ قطب الدين الحلبي في كتابه "الاهتمام بتلخيص كتاب الإلمام": وكان شيخنا ﵀ لما جمع كتاب "الإلمام"، أملاه على من لم يكن الحديث من شأنه، وتارة كان يكتبه في أوراق بخطه، وكان خطه معلقًا، ويعطيه للنساخ، فيكتب كلُّ إنسان من النساخ ما قدر عليه، فبسبب ذلك وقع في كتاب "الإلمام" مواضع لم يصوبها الناسخ، ولم تُقرأ على الشيخ بعد ذلك. قال: وصححت في هذا التلخيص ما قدرت من ذلك (٤).
_________
(١) انظر: مقدمة خطبته لهذا الكتاب (١/ ٢٦).
(٢) انظر: "الطالع السعيد" للأدفوي (ص: ٥٧٦).
(٣) انظر: "طبقات الشافعية" للسبكي (٩/ ٢٤٦).
(٤) انظر: "الاهتمام" له (ص: ٧).
مقدمة / 35