============================================================
والأدلة الدالة على الحدوث يجب حملها على حدوثه، دون حدوث الملفوظ؛ جمعا بين الأدلة.
وهذا الذي ذكرنا وإن كان مخالفا لما عليه متأخرو أصحابنا، إلا أنه بعد التأمل يعرف حقيته"(1). وإنما يتعقل ذلك بتصفية الباطن من الكدورات البشرية، ومعرفة قوة الروح القدسي، والتجلي بفيوض روحانية.
(واشماؤة) جل وعلا (تؤقيفية)، بمعنى أنه (له يجوز عليه إطددق اشم تم يرد به إذن الشارع) - عليه الصلاة والسلام -؛ أي: لا يسمى الله تعالى - إلا بما سمى به نفسه أو رسوله - عليه الصلاة والسلام-، ولا نصفه إلا بما وصف به قدسه، فكل اسم من الأسماء ينبي عن صفة من الصفات، وله بكل صفة من صفاته أثر من آثار ربوبيته في خلقه، وهو مطالب بعبودية ملائمة لتلك الصفة، وما أبرزها إلا لنعلمها، ولو لا ما أخبر لعظم شأن الله آن يعرب عنها بيان وذهبت المعتزلة والكرامية إلى آنه إذا دل العقل على اتصافه بصفة وجودية أو سلبية جاز آن يطلق عليه اسم يدل على اتصافه بها، سواء ورد بذلك الإطلاق إذن شرعي أو لا، وكذا الحال في الأفعال.
وقال القاضي أبو بكر(1) من أصحابنا: كل لفظ دل على معنى ثابت لله بنفس الحافظ، وكالحاصل على الورقة من طابع في نقش الكلام، وإنما لزوم الترتيب في التلفظ والقراءة لعدم مساعدة الآلة" . اه. ورده بأن النزاع إنما هو في قيام الحروف المسموعة بذاته تعالى، لا في الصورة المرسومة في الخيال أو المخزونة في الحافظة أو المنقوشة بأشكال الكتابة، وبأن لقيام الحرف والصوت بذات الله تعالى ليس بمعقول وإن كان غير مترتب الأجزاء؛ كحرف واحد".اه. (148/4، 149).
ويريد بقوله: "اليس بمعقول" أنه مستحيل لملزوميته قيام الحوادث الوجودية بذاته تعالى اللازم لنقصه كما بين الكيلاني ذلك في فصل استحالة قيام الحوادث بذاته تعالى.
(1) تم كلام الشريف الجرجاني في شرح المواقف (141/3، 142)، والظاهر أنه خلاصة ما جاء في رسالة مفردة في صفة الكلام صنفها عضد الدين الايجي: (2) هو: القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني البصري: حامل لواء أهل السنة، الذي يضرب به المثل بسعة علمه وشدة ذكائه، المتكلم المشهور، المؤيد لاعتقاد ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
Sayfa 78