============================================================
جاز إطلاقه عليه بلا توقيف إذا لم يكن إطلاقه موهما لما لا يليق بكبريائه، فمن ثم لم يجز أن يطلق عليه لفظ العارف لأن المعرفة قد يراد بها علم سبقه غفلة، ولا لفظ الفقيه لأن الفقه فهم غرض المتكلم من كلامه، وذلك مشعر بسابقية الجهل، ولا لفظ العاقل لأن العقل علم مانع من الإقدام على ما لا يبغي، مأخوذ من العقال، وإنما يتصور هذا المعنى فيمن يدعوه الداعي إلى ما لا ينبغي، ولا لفظ الفطن لأن الفطانة شرعة إدراك ما يراد تعويصه على السامع، فيكون مسبوقا بالجهل، ولا لفظ الطبيب لأن الطب يراد به علم مأخوذ من التجارب، ولا لفظ السخي لإشعاره بإمكان البخل، ولا لفظ الفاضل لأن الفضل زيادة كمال، ولا لفظ الشفيق لأن الشفقة خنؤ القلب ورقته.
وقد يوصف بأفعال ولا يوصف بما يشتق من تلك الأفعال، كقوله تعالى: وسقنهم ربهم شرابا طهورا [الإنسان: 21] ولا يوصف باسم الساقي، إلى غير ذلك من الأسماء التي فيها نوع إيهام بما لا يصح في حقه تعالى.
وقد يقال: لا بد مع نفي ذلك الايهام من الإشعار بالتعظيم حتى يصح الإطلاق بلا توقيف.
وذهب الشيخ ومتابعوه إلى أنه لا بد من التوقيف، وهو المختار، وذلك للاحتياط احترازا عما يوهم باطلأ لعظيم الحظر في ذلك، فلا يجوز الاكتفاء بعدم إيهام الباطل بمبلغ إدراكنا، بل لا بد من الاستناد إلى إذن الشارع.
(والمعاد حق)؛ لأن إعادة المعدوم جائز عندنا، والمعاد الجسماني يتوقف عليها عند من يقول بإعدام الأجسام، دون من يقول: إن فناعها عبارة عن تفرق آجزائها واختلاط بعضها ببعض كما يدل عليه قصة إبراهيم نالتل في احياء الطير.
الشيخ أبي الحسن الأشعري والناصر لطريقته. سكن بغداد وسمع الحديث وكان كثير التطويل في المناظرة، مشهورا بذلك عند الجماعة. توفي ببغداد يوم السبت لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاثة وأربعمائة (403ه) رحمه الله تعالى. (انظر: الأعلام 2 .(176 ثاي افزخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
Sayfa 79