============================================================
الرب سبحانه، فكيف ينتقل إلى دفتر وينقلب سطورا وأشكالا!؟
اواعلم(1) آن للمصنف مقالة مفردة في تحقيق كلام الله تعالى، ومحصولها أن لفظ المعنى يطلق تارة على مدلول اللفظ، وأخرى على الأمر القائم بالغير، فالشيخ أبو الحسن الأشعري تخالله لما قال: الكلام هو المعنى النفسي، فهم الأصحاب منه أن مراده مدلول اللفظ، وهو القديم عنده، وأما العبارات فإنها تسمى كلاما مجازا لدلالته على ما هو كلام حقيقي، حتى صرحوا بأن الألفاظ حادثة على مذهبه أيضا، ولكن ليست كلامه حقيقة وهذا الذي فهموه له لوازم كثيرة فاسدة، كعدم إكفار من أنكر كلامية ما بين دفتر المصحف(1)، مع أنه غلم من الدين ضرورة كونه كلام الله حقيقة(3) ، وكعدم المعارضة والتحدي بكلام الله الحقيقي، وكعدم كون المقروء والمحفوظ كلامه حقيقة إلى غير ذلك مما لا يخفى على المتفطن في الأحكام الدينية. فوجب حمل كلام الشيخ على أنه أراد به المعنى الثاني، فيكون
الكلام النفسي عنده أمرا شاملا للفظ والمعنى جميعا، قائما بذات الله تعالى، وهو مكتوب في المصاحف، مقروء بالآلسنة، محفوظ في الصدور، وهو غير الكتابة والقراءة والحفظ الحادثة.
وما يقال من أن الحروف والألفاظ مترتبة متعاقبة، فجوابه أن ذلك الترتيب إنما هو في التلفظ بسبب عدم مساعدة الآلة(2)، فالتلفظ حادث، (1) من هنا يبدا كلام الشريف الجرجاني شارح المواقف.
(2) هذا من اللوازم الممنوعة؛ لأن الذي يكفر هو من قال بأن ما بين دفتي المصحف من المخترعات البشرية، أما إذا اعتقد أن ما بين دفتي المصحف دال على ما هو كلام الله حقيقة القائم بذاته العلية، وأنه ليس بصفة قائمة بذات الله تعالى وهو بديهي، فلا يكفر أصلا. وما علم من الدين ضرورة كون ما بين الدفتين كلام الله حقيقة إنما هو بمعنى كونه دالا على الصفة الحقيقية القائمة بالذات العلية المسماة بالكلام.
(3) ما علم من الدين ضرورة هو كون ما بين الدفتين كلام الله، ومعناه كونه دالا على الصفة الحقيقية القائمة بالذات العلية المسماة بالكلام.
(4) قد أورد التفتازاني هذا الكلام في مقاصده منسوبأ إلى بعض الحنابلة قائلا على لسانهم بلاأن المنتظم من الحروف قد لا يكون مترتب الأجزاء، بل دفعيا؛ كالقائم ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
Sayfa 77