============================================================
رؤيتها. وليس إنكار الخصم إلا استبعاد ناشئ عما هو معتاد في الرؤية، والأحكام الثابتة المطابقة للواقع لا تؤخذ من العادات، بل مما تحكم به العقول الخالصة من الهوى وشوائب التقليدات.
والمراد بعلة صحة الرؤية متعلقها، والمدعى أن متعلقها ليس خصوصية واحد من الجوهر والعرض، فإنا نرى الشبح من بعيد ولا ندرك منه إلا أنه هوية(1) من الهويات، وأما خصوصيتها وجوهريتها وعرضيتها فلا ندركها، بل نراه رؤية واحدة متعلقة بهويته، ثم ربما نفضله إلى جواهر هي أعضاؤه وإلى أعراض تقوم بها، وربما نغفل عن ذلك التفصيل، حتى لو سئلنا عن كثير منها لم نعلمها ولم نكن قد أبصرناها، ولو لم يكن متعلق الرؤية هو الهوية التي بها الاشتراك من خصوصيات الهويات، بل كان الهوية التي بها الافتراق - أعني: خصوصية هوية زيد مثلا - لما كان الحال كذلك؛ لأن رؤية الهوية المخصوصة الممتازة يستلزم الاطلاع على خصوصياتها، ولا معنى للوجود الخارجي المشترك بين الواجب والممكن إلا كون الشيء له هوية شخصية.
ولا ينافي ما ذكره الشيخ من أن وجود كل شيء عين حقيقته؛ لأنه لم يرد به أن مفهوم كون الشيء ذا هوية هو بعينه مفهوم ذلك الشيء حتى يلزم من الاشتراك في الأول الاشتراك في الثاني، بل أراد أن الوجود ومعروضه ليس لهما هويتان متمايزتان يقوم أحدهما بالأخرى؛ كالسواد بالجسم؛ لأن الوجود أمر اعتباري فلا تشخص له في الخارج تشخصا مغايرا لتشخص الموجود(2)، فالاتحاد باعتبار ما صدق عليه، وذلك لا ينافي اشتراك مفهوم الوجود، ولا يخفى أن الأمر المشترك من حيث هو لا يكون متعلق الرؤية، بل بشرط تشخصه في ضمن فرد لا على التعيين، وهذا التشخض ليس مقصودا بالذات في أصل الرؤية، بل مقصودا بالتبع لهوية ما، لا على التعيين؛ كجوم المرآة المخصوصة لما يرى فيه وقد ثبت وقوع رؤيته تعالى بالكتاب والستة: (1) في الهامش: المراد بالهوية التشخص الخارجي:.
(2) في الهامش: أي: وإن اختلافا مفهوما .
ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
Sayfa 58