Ruh Cazim Mahatma Ghandi
روح عظيم المهاتما غاندي
Türler
ولا نزاع عندنا في صواب هذه التقريرات من الوجهة الفزيولوجية أو الوجهة النفسانية، ولكنها فيما نرى محل نزاع كثير في تسويغ «الاهمسا» على إطلاقها، أو في القول: بأن المقاومة من جنس العمل أمر لا تدعو إليه الحاجة في حياة الفرد أو حياة الجماعة.
فقد تكون عوارض البنية التي تنفع الإنسان في حالة الغضب أو الهرب تدبيرا فيزيولوجيا لا تدعو الحاجة إليه الآن كما كانت تدعو إليه أيام الهمجية الأولى، أو قبل هذا الطور من أطوار الحضارة، وهو طور لا ينتفع فيه الإنسان بالغضب والخوف على ذلك المنوال، ولا يحتاج إلى الهرب ولا إلى النزال كلما غضب أو خاف.
لكن الواقع أن الأخلاق جميعا تقترن بحالات جسدية من هذا القبيل، وأن الدواعي الجسدية قد تزول ويبقى الخلق لازما بعد بطلان الأسباب التي أوجبت دواعيه الجسدية.
ومثال ذلك خلق «الأنفة» وهو كما يدل عليه اسمه، خلق كان في نشأته مقترنا بحركة تلاحظ على الأنف خاصة.
فإن الإنسان إذا أنف في عصر الحضارة من بعض ما يسمع به أو يراه، شمخ بأنفه أو قبض منخريه أو أشاح بهما إلى هذا الجانب أو ذاك ، كأنما يتقي رائحة كريهة يعافها ويود الابتعاد عنها.
وكان أصل هذه الحركة الجسدية فعلا هو اتقاء الروائح الكريهة التي لا يحب الإنسان أن تسري إلى صدره، ثم أصبحت هذه الحركة الجسدية ملازمة للأنفة من الأشياء التي لا رائحة لها ولا علاقة لها بالمنخرين أو بالنفس الذي يدخل إلى الرئتين.
كذلك يبصق الإنسان أحيانا علامة على الامتعاض والاستهجان، وما هي في الأصل إلا حركة جسدية تعليلها هياج غدد اللعاب عند مقابلة النظر أو الشم لشيء لا يقبله الجوف، ثم انتقلت من المحسوسات إلى الأشياء التي لا يقبلها العقل أو الضمير.
ويتطاول الإنسان إذا وقف في مواقف الصولة والكبرياء، وكان ذلك مما ينفعه أمام خصمه ليروعه بامتداد أعضائه وقوة جسده. ولكنه الآن يتطاول كلما اعتز بقوة نفسية أو جسدية، وقد تكون القوة نفسية محضا لا تقع عليها العين.
ويشير الإنسان بظهر يده في غير جهد ولا اكتراث إذا استخف بأمر من الأمور، وكأنه يدفع شيئا بلغ من خفته وهوانه، أنه يدفع بأيسر حركة من أصابع اليد الواحدة.
وهو إذا استخف عقله، أو استخفت نفسه بذلك الأمر، لا يدفع شيئا يدفع باليدين على أية حال.
Bilinmeyen sayfa