Ruh Cazim Mahatma Ghandi
روح عظيم المهاتما غاندي
Türler
وكانت الشيوعية تحارب النازية والفاشية، ولكنها لا تخالفها في الإيمان بالقوة والاعتماد عليها وحدها في إتمام الانقلاب الذي يقضي على نظام رأس المال، ويقيم النظام الشيوعي في مكانه.
وكان من الطبيعي أن تثير هذه الدعوة المطبقة مخاوف أنصار السلام، ولا سيما بعد الحرب العالمية الأولى التي ابتلي فيها الأوروبيون من شرور الحرب بما بغضها إليهم، وضاعف مساعيهم في منع الحروب وتقرير مبادئ الوساطة والتحكيم. فنشأت جماعات الأمم وكثر دعاة السلم والمسالمة، وتصدى للكتابة في هذا الغرض نخبة من أقطاب المفكرين وحملة الأقلام وتحول الأمر إلى عقيدة شعورية لفرط النفور من الحرب، وشدة الحاجة إلى إيمان يقابل إيمان المبشرين بدين القوة وشريعة العنف والقسوة.
وانتقل صدى «الاهمسا» إلى أوروبة فوصل إليها في أوانه، ودان بها بعض كتابها على طريقة الغربيين في كل دعوة، وهي عرضها على العقل من جانب البحث والعلم، غير مكتفين بالبشارة الروحية أو المواعظ الدينية على طريقة دعاة «الاهمسا» من الهنود.
ومن خيرة الكتاب في هذا الغرض - على هذا النحو - «ريتشارد جريج
Gregg » صاحب كتاب «قوة اللاعنف أو المسالمة»
The Power .
فإنه قد حشد لتعزيز هذا المذهب كل ما يمكن أن يحشد له من تقريرات العلوم الحديثة، وفي مقدمتها علم الحياة وعلم النفس، واستشهد بتجارب التاريخ كما استشهد بكل تجربة نافعة من تجارب الزمن الأخير.
ومن أمثلة آرائه التي تدل على منحى تفكيره، قوله في تعليل الخوف والغضب: «إن لهما - من الوجهة الفزيولوجية - وظيفة نافعة وهي إعداد البنية للعمل عند الحاجة إلى الهرب أو القتال، ويشتمل هذا الإعداد على استنهاض قوى البنية وحفزها بجملتها: دماغا وأعصابا مسيطرة على العضلات الخاضعة للإرادة، أو أعصابا مسيطرة على العضلات التي تعمل من تلقائها، أو جهازا للتنفس، أو نظاما للدورة الدموية، أو إفرازا من بعض الغدد التي تدخل فيها الغدة الدرقية والغدة الكظرية والكبد؛ لتقذف في مجرى الدم من المواد ما يصلح لتوليد الطاقة والحركة. وإذا كانت الأفكار على الأغلب الأعم في طبيعتها من قبيل الخطط التي ترسم وسائل العمل الممكنة، كان من شأن الخوف والغضب أن يعملا في العقل كذلك، بحيث يمكن أن يقال: إن الخوف والغضب يعتبران حالة انتقال من نشاط أقل إلى نشاط أوفر وأقوى.»
وعرض للناحية النفسية فاستشهد بقول العالم النفساني شاند
Shand : إن الدهشة تجب شعور النفور والاشمئزاز والاحتقار بما هو موضوع للدهشة، فإذا اعتدى إنسان على إنسان فقاومه المعتدى عليه عنفا بعنف وقسوة بقسوة، فماذا يكون من أثر ذلك في نفس المعتدي؟ إنه يزداد إيمانا بصحة الوسيلة التي استخدمها واعتبارها مرجعا صالحا لتسوية النزاع بينه وبين خصمه، فلا يتزلزل اعتقاده بحقه فيما عمل، بل يتأكد عنده هذا الاعتقاد وينشط للمضي في عدوانه. ولكنه إذا اعتدى فلم يلق من المعتدى عليه مقاومة من طبيعة اعتدائه، فقد يقع في روعه لأول وهلة أنه جبن ومهانة وضعف من ذلك المعتدى عليه، ولكنه لا يلبث أن يعلم من مظهره ومخبره أنه ليس بالجبان ولا بالمهين في نظر نفسه حتى تأخذه الدهشة، فيكف عن الاحتقار والترفع، ويرجع إلى نفسه فيحاسبها على اعتدائه، ويستطيع أن يدرك في هذه الحالة أن الاعتداء مخجل لصاحبه، وليس بالمرجع المعترف به في معاملة غيره.
Bilinmeyen sayfa