ولا يمكن أن نتكلم عن شخصية إنسان يتفاعل بخاصية متغيرة من مجموع خصائصه.
فالإنسان ذو الشخصية إذن هو آدمي علاقته بالبشر ثابتة من حيث إنها تفاعل ثابت، أو غالب في أكثر الأحوال.
ولقد أنكر علماء النفس عن شخص يقال إنه مرح وطيب، بل يقال مرح طيب، يفهم من ذلك أن الخصائص التي تكون الشخصية هي وحدة متماسكة كالسبيكة.
ومن جهة أخرى نجد السبيكة في طرف، والوسط في الطرف الثاني، فأيهما أهم في تكوين الشخصية؟
فلننظر في محتويات الطرف الأول.
السبيكة الإنسانية: هذه السبيكة مكونة من عقل وعاطفة وخصائص موروثة وأمزجة، ولقد عرفنا من أمر هذه السبيكة الكثير، ولكنه بقي الكثير أيضا، وهذا المحصول الكثير هو ما انحدر إلينا من أسلافنا وما لا نملك من أمره خيارا؛ أي إننا لا حكم لنا عليه. فهل تستطيع باخرة نصف بحارتها ظاهرون معروفون والنصف الثاني أشباح، أن تخوض في عباب الحياة سالمة؟ بعبارة أخرى: هل يستطيع النصف المعلوم التماسك والقوة حتى يقود السفينة بصرف النظر عن الأشباح الأخرى التي تعمل عملها في الظلام؟ لقد انصرف العلماء فريقين، فريق يقول بأن الوسط هو كل شيء، وفريق آخر يقول: إننا نستطيع بالنصف المعلوم إذا سهر
1
على تكوينه وتنميته وتوحيد أهدافه أن نتغلب حتى على الوسط، وفريق - كالأستاذ «برج» - يقول: «إن شعورنا بهذه الأشباح والمحتملات والخصائص الوراثية هو الذي يجب أن يجعلنا نشعر بالنقص فنبغي الكمال.» ومن ثم كان تعريفه للشخصية أنها ذلك التعامل بين الوسط وبين «إمكانيات وراثية
Hereditary Orentialits »، يعني بذلك أننا لا نرث شيئا محددا، وإنما ترث اتجاها وإمكانا واحتمالا.
فمن أجل تكوين الشخصية يكون من الأسلم أن نفترض وجود هذا الضعف قائما، على شرط أن لا نعده مهانة بل حافزا، ولا تحسبه قيدا بل دافعا للثورة على القيد.
Bilinmeyen sayfa