Sınırdaki İnsanlara Mektup
رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
Araştırmacı
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
Yayıncı
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
Baskı Numarası
١٤١٣هـ
Yayın Yeri
المملكة العربية السعودية
Türler
İnançlar ve Mezhepler
وما فيها من الآلات المعدة لخروج ما يفضل من الغذاء عن وقت الحاجة في مجاري١ ينفذ ذلك منها٢، وغير ذلك مما يطول شرحه مما لا يصح وقوعه بالاتفاق٣، ولا يستغني فيما هو عليه عن مقوم يرتبه.
إذ كان ذلك لا يصح أن يترتب وينقسم في سلالة الطين والماء المهين بغير صانع ولا مدبر عند كل عاقل متأمل٤، كما لا يصح أن يترتب الدار على ما يحتاج فيها من البناء بغير مدبر يقسم ذلك فيها، ويقصد إلى ترتيبها٥.
ثم زادهم تعالى في٦ ذلك بيانًا بقوله: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ
_________
١ هكذا بالأصل، و(ت)، وعند ابن تيمية "مجار" بدون ياء.
٢ ركبّ الله ﷾ في جسم كل إنسان جهاز الإخراج ليتخلص به من فضلات الطعام التي لو بقيت لأضرت بالجسم، وهو جهاز دقيق للغاية، فيه من كمال الصنعة والإتقان ما يعجز عنه وصف الإنسان.
وقد كان رسول الله ﷺ يقول عقب قضاء الحاجة: "غفرانك" أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة باب ١٧ج١/٣٠، والترمذي في كتاب الطهارة باب ٥ج١/١٢، وابن ماجة في كتاب الطهارة باب ١٠ج١/١١٠، وأحمد في المسند ٦/١٥٥، والدارمي في كتاب الوضوء ١/١٧٤.
وعلل الساعاتي عدة تعليلات لهذا الاستغفار واختار منها: أنه ﷺ استغفر لتقصير في شكر نعمة الله عليه بإقداره على إخراج ذلك الخارج، ثم قال: وهو المناسب لما رواه ابن ماجة عن أنس ﵁ قال "كان النبي ﷺ إذا خرج من الخلاء قال: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني" ورواه أيضًا النسائي عن أبي ذر، ورمز السيوطي بصحته والله أعلم. (انظر: الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل ١/٢٧٠) .
٣ انظر ما سبق ذكره في صفحة ١٤٩- ١٥٠.
٤ في (ت) "يتأمل".
٥ هذه من القضايا البديهية التي يؤمن بها الجميع، وهي فطرية ضرورية في النفوس، ويقول ابن تيمية عن هذا المثال وغيره: بأنه من القضايا المعينة الفطرية الضرورية التي لا تحتاج إلى دليل، ثم يقول: "... ولهذا لا تجد أحدًا يشك في أن هذه الكتابة لابد لها من كاتب، وهذا البناء لابد له من بان، بل يعلم هذا ضرورة". (انظر: موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول ٣/٩٤) .
ولقد فصل الأشعري هذه النقطة في "اللمع" في الباب الأول، وهو يتكلم عن وجود الصانع وصفته، ومن قوله: "مما يبين ذلك أن القطن لا يجوز أن يتحول غزلًا مفتولًا، ثم ثوبًا منسوجًا بغير ناسج صانع،،لا مدبر، ومن اتخذ قطنًا ثم انتظر أن يصير غزلًا مفتولًا، ثم ثوبًا منسوجًا بغير صانع ولا ناسج كان عن معقول خارجًا، وفي الجهل والجًا ..." (انظر: ص١٨) .
ويقول ابن الجوزي: "... فإن الإنسان لو مر بقاع ليس بنيان ثم عاد فرأى حائطًا مبنيًا علم أنه لابد له من بان بناه، فهذا المهاد الموضوع، وهذا السقف المرفوع، وهذه الأبنية العجيبة القوانين الجارية على وجه الحكمة، أما تدل على صانع!! " (انظر: تلبيس إبليس ص٤١) .
٦ ساقطة من (ت) .
1 / 86