Sınırdaki İnsanlara Mektup
رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب
Araştırmacı
عبد الله شاكر محمد الجنيدي
Yayıncı
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
Baskı Numarası
١٤١٣هـ
Yayın Yeri
المملكة العربية السعودية
Türler
İnançlar ve Mezhepler
له من آلات الغذاء التي لا قوام له إلا بها على ترتيب ما قد حوج١ إليه من ذلك، حتى يوجد في حال حاجته إلى الرضاع بلا أسنان تمنعه من غذائه وتحول بينه وبين مرضعته.
فإذا نقل من ذلك وحوج٢ إلى غذاء لا ينتفع به، ولا يصل منه إلى غرضه إلا بطحنها له جعل له منها بقدر ما به الحاجة في ذلك إليه٣.
والمعدة المُعَدَّة٤ لطبخ٥ ما يصل إليها من ذلك، وتلطيفه٦ حتى يصل إلى الشعر والظفر، وغير ذلك من سائر الأعضاء في مجار لطاف قد هيئت لذلك بمقدار ما يقيمها٧، والكبد المعدّة لتسخينها بما يصل من حرارة القلب٨، والرئة المهيأة لإخراج بخار الحرارة التي في القلب، وإدخال ما يعتدل به من الهواء البارد باجتذاب المناخر٩،
_________
١ هكذا في الأصل، و(ت) وعند ابن تيمية: "أحوج".
٢ هكذا بالأصل، و(ت) وفي نسخة ابن تيمية "وخرج".
٣ اقتضت حكمة الله ﷾ أن يمر الإنسان بمراحل في تنشئته فمن صبا وطفولة، إلى شباب وفتوة، إلى كهولة وشيخوخة، وقد أعد الله ﷾ لكل مرحلة ما يناسبها.
وقد ذكر ابن القيم كلامًا نفيسًا حول ذلك، فلينظر في كتابه "مفتاح دار السعادة".
ومما قال: "... فحين تولد قد تلمظت وحركت شفتيك للرضاع فتجد الثدي المعلق كالأداوة قد تدلي إليك، وأقبل بدوره عليك... إلى أن قال: حتى إذا قوي بدنك واتسعت أمعاؤك، وخشنت عظامك ويقوى عليه لحمك، وضع فيك آلة القطع والطحن، فنصب لك أسنانًا تقطع بها الطعام، وطواحين تطحنه بها، فمن الذي حبسها عنك أيام رضاعك رحمة بأمك ولطفًا بها، ثم أعطاكها أيام أكلك رحمة بك وإحسانًا إليك ولطفًا بك ... " (انظر: ص٢٧٧) .
٤ ساقطة من (ت) .
٥ في (ت) "أطبخ".
٦ في الأصل "ويلطفه" والتصحيح من (ت) .
٧ المعدة: خزانة يستقر فيها الغذاء فتنضجه وتطبخه وتصلحه إصلاحًا ورتب الله ﷾ منها مجاري وطرقًا يسوق بها الغذاء إلى كل عضو وعظم وعصب ولحم وشعر وظفر. (انظر: مفتاح دار السعادة لابن القيم ص٢٨١) .
وعلى كل عاقل أن يتأمل أمر هذه المعدة، ويسأل نفسه: إن المعدة تهضم اللحم وهي لحم، فلماذا لا تهضم نفسها؟ ثم هي تهضم مختلف الأصناف والألوان والأشكال بطرق منتظمة دقيقة، تسوقنا إلى أن نردد قول الله ﷿: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ .
٨ للكبد مشاركة فعالة في عملية الهضم، فهو يفرز "العصارة الصفراوية" التي تقوم بأدوار ثلاثة في الهضم، ثم هو ينظم نسبة السكر في الدم وهو أكبر عدة في جسم الإنسان تزن حوالي اثنين من الكيلو جرامات. (انظر: جسم الإنسان في علم الصحة ص٩٥- ١٠١ لحسن نصر ومحيي الدين) .
ويذكر ابن القيم فوائد الكبد فيقول: "وجعل الكبد للتخليص وأخذ صفو الغذاء وألطفه"، والمراد بالتخليص هنا هو قتل الجراثيم. (انظر مفتاح دار السعادة ص٢٨١) .
٩ يوجد في جسم كل إنسان جهاز للتنفس الرئوي، وهو يقوم بتجديد هواء الرئتين باستمرار بطريقة طبيعية، وتسمى عمليتي الشهيق والزفير. (انظر: جسم الإنسان في علم الصحة ص١٢٢) .
1 / 85