171 - ينهاه الطبيب عن التدريس فيأبى
* النووي في ((شرح صحيح مسلم)) في ترجمة ((الحافظ منصور بن عبدالمنعم الفرواي)):
ونهاه الطبيب عن التمكين من القراءة عليه؛ وعرفه أن ذلك ربما كان سببا لزيادة تألمه (في مرضه) فيقال: لا أستجيز أن أمنعهم من القراءة، وربما أكون قد حبست في الدنيا لأجلهم.
172 - خصال عالم
* وفيه أيضا في ترجمة ((عبدالله بن المبارك)):
اجتمع جماعة من أصحاب عبدالله بن المبارك، مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن حسين، ومحمد بن النضر، فقالوا: تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: جمع العلم (أي الحديث) والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشعر والفصاحة والورع والإنصاف وقيام الليل والعبادة والشدة في رأيه، وقلة الكلام فيما لا يعنيه، وقلة الخلاف على أصحابه.
وقال العباس بن مصعب: جمع ابن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والتجارة والسخاء والمحبة عند الفرق.
173 - السياسة الحكيمة
* ابن قتيبة في ((عيون الأخبار)):
قال الوليد لعبدالملك: يا أبت! ما السياسة؟ قال: هيبة الخاصة مع صدق مودتها، واقتياد قلوب العامة بالإنصاف لها، واحتمال هفوات الصنائع.
174 - البلدة التي تحسن الإقامة فيها
* وفيه أيضا:
قال كسرى: لا تنزل ببلد ليس فيه خمسة أشياء: سلطان قاهر (أي حازم) وقاض عادل، وسوق قائمة (أي فيها تجارة رابحة) وطبيب عالم، ونهر جار.
175 - يربح فيشتري بربحه أوقافا للمجاهدين
* ابن الأزرق الفارقي في ((تاريخ ميا فارقين)):
وكان بها رجل يسمى (ابن البهات) وكان متقدما من جملة العدول، فوصلت قافلة كان معها خام كثير، واشترى جميعه منهم، واتفق أن وصل قوم وقت الظهر فطلبوا خاما فباعهم من يومه الخام جميعه، وقبض ثمنه فربح فيه خمسمائة دينار، ولم يكن وفى ثمنه لأصحابه، فسمع الأمير نصر الدولة (أمير ميا فارقين) فاستحضره ومعه المال، فسأله عن ذلك فقال: هو صحيح، وقدم المال بين يديه، فقال الأمير: والله ما أحضرتك لآخذ، ولكني أردت أن أعلم صحة الحديث، وأن في بلدي من كسب في يوم واحد خمسمائة دينار! فحلف ابن البهات لا تدخل إلى ماله، وحلف الأمير أنه لا يأخذ منها شيئا، فاتفق أن عرضت قرية من ناحية قلعة (فتراثا) للبيع فاشتراها ابن البهات، ووقفها على حراس الحصون في تلك المنطقة!. .
176 - له ثلاثة كنى ويروي عن ثلاثة أجيال
* النووي في ((شرح صحيح مسلم)) في ترجمة الحافظ منصور بن عبدالمنعم الفراوي:
وأما شيخ شيخنا الفراوي فهو الإمام ذو الكنى: أبو القاسم، أبو بكر، أبو الفتح، روى عن أبيه وجده وجد أبيه.
177 - يزوج بناتها ويبقي لها دارها
* الخوارزمي في ((مفيد العلوم)):
كانت عجوز في جوار عبدالله بن طاهر؛ ولها أربع بنات، فقيل لها: أنت فقيرة فلو بعت دارك وتوسعت بها على نفسك وعيالك؟ فقالت: نعم غير أني لا أبيع جوار عبدالله بن طاهر بالدنانير؛ فانتهى إليه الخبر، فدعا عبدالله دلالة النساء وقال لها: إن لي أربع بنات؛ فاطلبي لهن أزواجا كراما، ثم جهزهن: كل واحدة بمائة ألف. .
178 - آفة العلم وهجنته ونكده
* ابن قتيبة في ((عيون الأخبار)):
عن رؤبة بن العجاج، قال: أتيت النسابة البكري فقال لي: من أنت؟ فقلت: أنا بن العجاج، قال: قصرت وعرفت، لعلك من قوم إن سكت عنهم لم يسألوني، وإن تكلمت لم يعوا عني؟! قلت: أرجو ألا أكون كذلك، قال: ما أعداء المروءة؟ قلت: تخبرني، قال: بنو عم السوء، إن رأوا حسنا ستروه، وإن رأوا سيئا أذاعوه، ثم قال: إن للعلم آفة وهجنة ونكدا، فآفته نسيانه، ونكده الكذب فيه، وهجنته نشره عند غير أهله.
179 - حمى الروح
* وفيه أيضا:
قال بختيشوع للمأمون: لا تجالس الثقلاء، فإنا نجد في الطب: مجالسة الثقيل حمى الروح.
180 - هزل العلماء مع الجهال
* القيرواني في ((جمع الجواهر)):
صحب الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه قوما في سفره، فكان يجاريهم على أخلاقهم، ويخالطهم في أحوالهم وهم لا يعرفونه، فلما دخل مصر حضروا الجامع، فوجدوه يفتي في حلال الله وحرامه، ويقضي في شرائعه وأحكامه، والناس مطرقون لإجلاله، فرآهم فاستدعاهم؛ فلما انصرفوا سئل عنهم فأنشد:
وأنزلني طول النوى دار غربة إذا شئت لاقيت امرءا لا أشاكله
أحامقه (¬1) حتى يقال سجية ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله
181 - حمار طياب
* الثعالبي في ((ثمرات القلوب)):
كان لطياب السقاء حمار قديم الصحبة، ضعيف الحملة، شديد الهزال، ظاهر الانخذال، كاسف البال، يسقي عليه ويرفق به، ويرتزق منه مدة مديدة من الدهر، وكان عرضة لشعر أبي غلالة المخزومي، كما أن شاة سعيد كانت عرضة لشعر الحمدوني، ولأبي غلالة في وصفه بالضعف والتوجع له من الخسف نيف وعشرون مقطوعة، وحكى محمد بن داوود الجراح عن جعفر رفيق طياب أن حمار طياب نفق (هلك) فمات طياب على أثره بأسبوع؛ ثم مات أبو غلالة على أثر حمار طياب، وكان ذلك من عجيب الاتفاقات.
182 - نجابة ابن الزبير في صغره
* ابن ظفر في ((أنباء نجباء الأبناء)):
ويروى أن عمر رضي الله عنه مر بعبدالله بن الزبير رضي الله عنهما وهو يلعب مع الصبيان، ففروا حين رأوا عمر، وثبت عبدالله، فقال له عمر: ما لك لا تفر مع أصحابك؟ فقال: لم أجرم فأخاف منك، ولم يكن في الطريق ضيق فأوسع لك!.
183 - الحاكم الناجح
* ابن قتيبة في ((عيون الأخبار)):
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن هذا الأمر لا يصلح له إلا اللين من غير ضعف، والقوي في غير عنف.
184 - إنما الدر داخل الصدف
* الكلاباذي في ((التعرف لمذهب أهل التصوف)):
قال ذو النون: رأيت فتى عليه أطمار رثة، فتقذرته نفسي، وشهد له قلبي بالولاية، فبقيت بين نفسي وقلبي أفكر، فنظر إلي الفتى وقال: يا ذا النون! لا تبصرني لكي ترى خلقي، وإنما الدر داخل الصدف، ثم ولى وهو يقول:
تهت على أهل ذا الزمان فما أرفع منهم لواحد رأسا
ذلك لأني فتى أخو فطن أعرف نفسي وأعرف الناسا
فصرت حرا مملكا ملكا مدرعا بالقنوع لباسا
185 - كتب العالم أولاده المخلدون
* ابن الجوزي في ((صيد الخاطر)):
فإذا علم الإنسان وإن بالغ في الجد بأن الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدوم له أجره بعد موته، فإن كان له شيء من الدنيا وقف وقفا، وغرس غرسا، وأجرى نهرا، ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده فيكون له الأجر، أو يصنف كتابا من العلم، فإن تصنيف العالم ولده المخلد، وأن يكون عاملا بالخير، عالما فيه، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به، فذلك الذي لم يمت.
186 - أصل الفاحشة من عندكم
* أبو بكر بن عبدالله بن أيبك الدواداري في ((كنز الدرر)) وهو يتحدث عن أسر التتار للأمير حسام الدين المجيري وما جرى بينه وبين ملك التتار ((غازان)) بعد أسره؛ ويلاحظ أن المؤلف عامي في تعبيره، فنحن ننقل عبارته كما هي مع تهذيب قليل. .
قال المجيري: ثم سألني غازان: كيف يترك أمراؤكم النساء ويستخدمون السباب؟ فعلمت أنه يريد قتلي وأذيتي، فقلت في نفسي: ما من الله إلا واليه، فأجبته: يحفظ الله القآن (لقب ملوك التتار) إن أمراءنا ما كانوا يعرفون شيئا من هذا، وإنما هذا استجد في بلادنا لما جاء إلينا طرغاي من عندكم، فإنه ورد إلينا بشباب من أولاد التتار، فانشغل الناس بهم، فاغتاظ غازان من ذلك غيظا شديدا.
187 - الفرق بين نسائنا ونسائهم
* وفيه أيضا تتمة الحديث السابق:
ثم قال غازان للمجيري: ما تقول في نسائنا ونسائكم؟ قال: فعلمت أنه يريد التأكيد في قتلي، فتشاهدت في نفسي، وأخلصت النية في لقاء الله عز وجل، وقلت: يحفظ الله القآن! أنت ملك الشرق ويقبح أن تذكر النساء في هذا المجلس! إن نساءنا يستحين من الله تعالى ومن الناس، ويسترن وجوههن؛ ونساؤكم أنتم أخبر بهن وبحالهن. . .
188 - إنما يثاب الإنسان على قدر عقله
* ابن قتيبة في ((عيون الأخبار)):
كان في بني إسرائيل رجل له حمار؛ فقال: يا رب لو كان لك حمار لعلفته مع حماري هذا، فهم به نبي، فأوحى الله إليه: إنما أثيب كل إنسان على قدر عقله.
189 - أما تجد فيه بعيرا لنا ضل
* وفيه أيضا:
قالت أم غزوان الرقاشي لابنها - ورأته يقرأ في المصحف - يا غزان؛ أما تجد فيه بعيرا لنا ضل في الجاهلية؟ فما كهرها (انتهرها) وقال: يا أماه أجد فيه والله وعدا حسنا ووعيدا شديدا.
Sayfa 49