159 - على أي شيء أضع ابنتي عندك؟
* الخوارزمي في ((مفيد العلوم)):
جاء إلى سفيان بن عيينة (المحدث) ابن أخيه فقال: جئت إليك خاطبا لابنتك، فقال له عمه سفيان: كفء كريم، ثم قال: اجلس، فجلس، قال: يا بني اقرأ عشر آيات من كتاب الله تعالى، فلم يستطع الشاب، قال: ارو عشرة أحاديث، فلم يستطع، فقال له سفيان: لا قرآن ولا حديث ولا شعر؟! فعلى أي شيء أضع ابنتي عندك؟ ثم قال له: لا أخيبنك، وأمر له بأربعة آلاف درهم. .
160 - الصفات المؤهلة لتولي القضاء
* ابن قتيبة في ((عيون الأخبار)):
أحضر الرشيد رجلا ليوليه القضاء فقال له: إني لا أحسن القضاء ولا أنا فقيه.
قال الرشيد: فيك ثلاث خلال: لك شرف، والشرف يمنع صاحبه من الدناءة، ولك حلم يمنعك من العجلة، ومن لم يعجل قل خطؤه، وأنت رجل تشاور في أمرك، ومن شاور كثر صوابه، وأما الفقه فسنضم إليك من تتفقه به، فولي القضاء، فما وجدوا فيه مطعنا.
161 - الملك ثلاثة
* وفيه أيضا:
وقرأت في كتاب لابن المقفع: الملك ثلاثة: ملك دين، وملك حزم، وملك هوى. . .
فأما ملك الدين فإنه إذا اقام لأهله دينهم فكان دينهم هو الذي يعطيهم ما لهم، ويلحق بهم ما عليهم أرضاهم ذلك، وأنزل الساخط منهم منزلة الراضي في الإقرار والتسليم.
وأما ملك الحزم فإنه تقوم به الأمور، ولا يسلم من الطعن والتسخط، ولن يضره طعن الضعيف مع حزم القوي. .
وأما ملك الهوى، فلعب ساعة ودمار دهر.
162 - ثقيل
* ابن عبد ربه في ((العقد الفريد)):
قال بشار في أحد الثقات وكنيته أبو عمران:
ربما يثقل الجليس وإن كا ن خفيفا في كفة الميزان
ولقد قلت حين وتد في الأر ض ثقيل أربى على ثهلان
كيف لم تحمل الأمانة أرض حملت فوقها أبا عمران؟
163 - قاضي يعض الخصوم
* الثعالبي في ((ثمرات القلوب)):
يقال في المثل: أجهل من قاضي جبل، وجبل مدينة طسوج، وكان قاضيها أغر محجلا، فرفع إلى المأمون أنه يعض الخصوم، فوقع المأمون على هذا الخبر بقوله: يزنق (أي يعمل له زناق وهو رباط من الجلد يشد به تحت الحنك) وكان هذا القاضي قضى لخصم جاءه وحده، ثم نقض حكمه لما جاءه الخصم الآخر. .
164 - لغويات
* في ((لسان العرب)) و((القاموس)) وغيرهما:
ابنة الجبل: هي الحية؛ والداهية، والصدى، ويكون مدحا لسرعة الإجابة؛ وقد يضرب ابنة الجبل الذي هو الصدى مثلا للرجل الإمعة المتابع الذي لا رأي له. وفي بعض الأمثال: ((كنت الجبل مهما يقل أو تقل)) وابنة الجبل القوس إذا كانت من النبع الذي يكون هنا لأنها من شجر الجبل.
ورجل جبيل الوجه: قبيحه؛ وهو أيضا الغليظ جلدة الرأس والعظام، ويقال: فلان جبل من الجبال إذا كان عزيزا، وعز فلان يزحم الجبال.
165 - الحجاج يصف نفسه
* ابن قتيبة في ((عيون الأخبار)):
قال عبدالملك للحجاج: إنه ليس من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه، فعب نفسك؛ قال: أعفني يا أمير المؤمنين، قال: لتفعلن؛ قال: أنا لجوج حقود حسود؛ قال عبدالملك: ما في الشيطان شر مما ذكرت.
166 - فلسفة البخل
* الجاحظ في ((البخلاء)):
قلت مرة للخزامى (أحد المشهورين بالبخل): قد رضيت بقول الناس: عبدالله بخيل؟ قال: لا أعدمني الله هذا الاسم. قلت: كيف؟ قال: لأنه لا يقال: فلان بخيل إلا وهو ذو مال؛ فسلم لي المال، وادعني بأي اسم شئت، قلت: ولا يقال: سخي إلا وهو ذو مال؛ فقد جمع هذا الاسم المال والحمد وجمع هذا الاسم (بخيل) المال والذم؛ قال: بينهما فرق، قلت: هاته، قال: في قولهم بخيل تثبيت لإقامة المال في ملكه؛ وفي قولهم: سخي إخبار عن خروج المال عن مكله؛ واسم البخل اسم فيه حزم وذم، واسم السخاء اسم فيه تضييع وحمد، والمال راهن نافع، ومكرم لأهله معز، والحمد ريح وسخرية، واستماعه ضعف وفسولة (نذالة وقلة مروءة) وما أقل والله غناء الحمد عنه إذا جاع بطنه، وعري جلده، وضاع عياله وشمت عدوه!.
167 - الأمل حتى الأجل
* النووي في ((شرح مسلم)) في ترجمة أبي عثمان النهدي:
ومن طرف أخباره ما رويناه عنه أنه قال: بلغت نحوا من ثلاثين ومائة سنة، وما من شيء إلا وقد أنكرته، إلا أملي، فإني أجده كما هو. .
168 - أحد أبويه جني
* القاضي ابن أبي يعلى في ((طبقات الحنابلة)) في ترجمة ((أبي بكر الأثرم)):
وكان معه تيقظ عجيب، حتى نسبه يحيى بن معين، ويحيى بن أيوب المقابري، فقال: أحد أبوي الأثرم جني.
169 - دعني أخنقه
* وفيه أيضا في ترجمة ((أحمد بن نصر)):
قال أحمد بن نصر: رأيت مصابا بالصرع قد وقع، فقرأت في أذنه، فكلمتني الجنية في جوفه فقالت: يا أبا عبدالله، دعني أخنقه، فإنه يقول: القرآن مخلوق!
170 - إلا من؟!
* القيرواني في ((جمع الجواهر)):
دخل أبو الخطاب عمرو بن عامر السعدي على الخليفة موسى الهادي فأنشده:
يا خير من عقدت كفاه حجزته وخير من قلدته أمرها مضر
فانقلبت عيناه (الهادي) في رأسه؛ واحمر وجهه، وقال: إلا من؟ ويحك! ولم يكن أبو الخطاب استثنى أحدا؛ وإنما جرى على مذهب الشعراء في تفضيل الممدوح على أهل العصر، فلما رأى ما بوجه الهادي من إرادة الإيقاع به قال ارتجالا:
إلا النبي رسول الله إن له فخرا وأنت بذات الفخر تفتخر
فسري عنه ووصله.
Sayfa 47