103 - محدث يحبط مؤامرة شعوبي
* الفرغاني في ((الذخائر والتحف)):
أصاب المأمون بخراسان كانونا من ذهب مرصعا بجوهر كثير؛ قيل: إنه كان ليزدجرد بن شهريار الفارسي لا تعرف قيمته لكثرتها، فقال ذو الرئاستين الفضل بن سهل السرخسي: يا أمير المؤمنين! الرأي أن تجعله في الكعبة يوقد عليه العود والند بالليل والنهار، فقال المأمون: افعل، وأمر بحمله إلى مكة، واتصل الخبر بيزيد بن هارون المحدث، فأمر مستلميه أن يقف يوم الخميس عند اجتماع الناس وأصحاب الحديث، فيشكر المأمون ويدعو له ويخبر بخبر الكانون، ففعل المستملي ذلك، فلما سمع يزيد كلامه صاح وانتهره وقال له: ويلك! اسكت! إن أمير المؤمنين أجل قدرا وأعلم بالله عز وجل من أن يجعل بيته بيت نار! فكتب اصحاب البريد إلى المأمون؛ فأمر بكسر الكانون وبطل ما دبره ذو الرئاستين.
104 - حتى يمسخ ابن أبي ليلى حمارا !
* الحصري القيرواني في ((جمع الجواهر)):
أتي رجل نخاسا (تاجر الدواب) فقال: اشتر لي حمارا ليس بالصغير المحتقر، ولا الكبير المشتهر؛ إن أشبعته شكر، وإن أجعته صبر، وإن خلا الطريق تدفق، وإن كثر الزحام ترفق، لا يصدم بي السواري (¬1)، ولا يدخل بي تحت البواري (¬2)، إن ركبته هام، وإن ركبه غيري هام.
فقال له النخاس: أنظرني (أمهلني) قليلا، فإن مسخ الله ابن أبي ليلى القاضي حمارا اشتريته لك!. .
105 - جائزة ((تعب الأسنان))
* أبو الفضل البيهقي في ((تاريخه)):
وكانوا قد أعدوا مأدبة فاخرة فأكلوا وقدم علي للرسول مالا طائلا لقاء ((تعب الأسنان)) مما صار له وقع حسن لدى السلطان.
علق ناشر الكتاب على ذلك بقوله: كانت هذه العادة متبعة آنذاك (في أيام الدولة الغزنوية) ولم تزل معروفة في إيران للآن، حيث يعطون للضيف مالا مكافأة له على ما تجشمت أسنانه من المشقة أثناء الأكل!
106 - ولو حشي بالتقوى والمغفرة
* الأبشيهي في ((المستطرف)):
قيل لإنسان: ما تقول في الباذنجان؟ -وكان الرجل يكره أكله- فقال: أذناب المحاجم، وبطون العقارب، وبذور الزقوم! قيل له: إنه يحشى باللحم فيكون طيبا، فقال: لو حشي بالتقوى والمغفرة ما صلح!
107 - ثلاثيات
* في الحديث الصحيح:
((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)) (رواه البخاري).
وقال إبراهيم الخليل عليه السلام:
ثلاثة أشياء أحبها لنفسي ولمن أحب رشده: أحب أن أكون بيني وبين ربي من أفضل عباده؛ وأكون بيني وبين الخليقة من أوسطهم، وبيني وبين نفسي من شرهم.
وقال عمرو بن شبة:
ثلاثة من أعجب الأشياء اقتران بعضها ببعض: الحرفة للأدباء، وتباعد المل عن الظرفاء، وإقبال الدنيا على النوكى (الحمقى).
108 - لغويات
* في كتب اللغة:
- يقال: فرس عري، ورجل عريان. ولا يقال: رجل عري.
- ((يا هنتاه)) بمعنى ((يا هذه)) لفظة تختص بالنداء، ويقال في التثنية: هنتان، وفي الجمع ((هنوات)) و((هنات)) وفي المذكر: هن، وهنان، وهنون. . .
- أول السحاب ((نشيء)) فإذا انسحب في الهواء قيل له: سحاب؛ فإذا تغيرت به السماء قيل له: غمام؛ فأن سمع صوت رعده من بعيد قيل له : عثر، فإذا أظل قيل: عارض، فإذا كان بحيث إذا رؤي ظن أن فيه مطرا قيل له: مخيلة.
109 - أصول التحقيق الجنائي اليوم كانت كذلك في صدر الإسلام
* ابن القيم الجوزية في ((الطرق الحكمية)):
وقال أصبغ بن نباتة: إن شابا شكا إلى علي رضي الله عنه نفرا فقال: إن هؤلاء خرجوا مع أبي في سفر فعادوا ولم يعد أبي، فسألتهم عنه، فقالوا: مات، فسألتهم عن ماله فقالوا: ما ترك شيئا، وكان معه مال كثير؛ وترافعنا إلى شريح فاستحلفهم وخلى سبيلهم، فدعا علي رضي الله عنه بالشرط (الشرطة) فوكل بكل رجل رجلين، وأوصاهم ألا يمكنوا بعضهم أن يدنوا من بعض ولا يمكنوا أحدا يكلمهم، ودعا كاتبه ودعا أحدهم، فقال: أخبرني عن أب هذا الفتى، أي يوم خرج معكم؟ وفي أي منزل نزلتم؟ وكيف كان سيركم؟ وبأي علة مات؟ وكيف أصيب بماله؟ وسأله عمن غسله ودفنه، ومن تولى الصلاة عليه وأين دفن؟ ونحو ذلك، والكاتب يكتب، فكبر علي وكبر الحاضرون، والمتهمون لا علم لهم إلا أنهم ظنوا أن صاحبهم قد أقر عليهم، ثم دعا آخر بعد أن غيب الأول عن مجلسه، فسأل كما سأل صاحبه، ثم الآخر كذلك، حتى عرف ما عند الجميع، فوجد كل واحد منهم يخبر بضد ما أخبر به صاحبه، ثم أمر برد الأول، فقال له: يا عدو الله قد عرفت عنادك وكذبك بما سمعت من أصحابك، وما ينجيك من العقوبة إلا الصدق، ثم أمر به إلى السجن، وكبر علي وكبر معه الحاضرون، فلما أبصر القوم (المتهمون) الحال لم يشكوا أن صاحبهم قد أقر عليهم، فدعا آخر منهم فهدده، فقال: يا أمير المؤمنين، والله لقد كنت كارها لما صنعوا، ثم دعا الجميع فأقروا بالقصة، واستدعي الذي بالسجن وقيل له: قد أقر أصحابك ولا ينجيك سوى الصدق، فأقر بكل ما أقر به القوم؛ فأغرمهم المال وأقاد منهم بالقتيل (حكم عليهم بالإعدام).
110 - لبس البياض في الأحزان
* أبو الفضل البيهقي في ((تاريخه)):
لما توفي السلطان محمود الغزنوي جلس ابنه الأمير (السلطان فيما بعد) مسعود للناس مرتديا قباءا ورداءا، وعمامة بيضاء كلها، وحضر كل الأعيان والمقدمين وأصناف الجند إلى الخدمة مرتدين البياض، وكان الجزع شاملا، واستمر العزاء السلطاني على الرسم ثلاثة أيام.
111 - طبيعتهن في كل زمان
* الفرغاني في ((الذخائر والتحف)):
افتصدت الخيزران في يوم من أيام خلافة المهدي، فأهدى إليها ألف وصيفة، مع كل وصيفة منهن جام ذهب في وسطه ألف درهم، وألف وصيف، مع كل وصيف جام فضة فيه ألف دينار، ثم دخل إليها ليأكل طعامه عندها، فما انقضى المجلس بينهما حتى قال له في بعض ما جرى: وأي خير رأيت منك؟
112 - أي الرأسين أثقل؟
* الحصري في ((جمع الجواهر)):
أتى رجل إلى أبي محمد النوبهاري فقال له: وضعت رأسي في حجر امرأتي، فقالت: ما أثقل رأسك! فقلت: أنت طالق إن كان رأسي أثقل من رأسك! فقال له أبو محمد: تطلق عليك امرأتك، قيل له: ولم؟ قال: لأن القصابين أجمعوا على أن رأس الكبش أثقل من رأس النعجة!
Sayfa 36