وإنما قال: بجواز، تنبيهًا على أن الشبه الذي لأجله أعرب المضارع ليس هو موجبًا للإعراب، لأنه كان يمكن إذا ألبس المضارع في بعض المواضع أن يزال اللبس بغير الإعراب، بخلاف الإلباس الذي في الاسم فإنه لا يمكن زواله بغير الإعراب، فلذلك وجب الإعراب للاسم وجاز الفعل.
وإنما قال: شبه ما وجب له، ولم يقل بجواز ما وجب له لأن المعاني التي أوجبت للاسم الإعراب ليست المعاني التي جوزت للفعل الإعراب، بل هذه شبه تلك، ووجه الشبه بينهما أنها معان تطرأ بعد التركيب كتلك.
(ما لم يتصل به نون توكيد أو إناث) -فإن اتصل به أحدهما بني نحو: هل تضربن يا زيد؟ ويا هندات هل تضربن؟ وإن لم يتصل به بل فصل فاصل نحو: هل تضربان يا زيدان؟ وهل تضربن يا زيدون؟ وهل تضربن يا هند، أعرب كالمجرد نحو: هل تضرب؟
(ويمنع إعراب الاسم مشابهة الحرف) -كشبهه له في الوضع نحو تاء ضربت، أو في تضمن معناه كأسماء الشرط والاستفهام نحو: متى ومهما، أو في نيابته عن الفعل وعدم تأثره كأسماء الأفعال، أو في افتقاره كالموصولات.
(بلا معارض) احترز من أي فإنها مشبهة للحرف سواء كانت شرطًا أم استفهامًا أم موصولة، لكن عارض هذه المشابهة لزومها للإضافة وكونها بمعنى بعض إن أضيفت إلى معرفة، وبمعنى كل إن أضيفت إلى نكرة، فغلبت مشابهتها المعرب على مشابهتها المبني، لكونها داعية إلى ما يستحقه الاسم بالأصالة وهو الإعراب.
1 / 21