هذا، وليست لدينا كتابات جاهلية من النوع الذي يقول له المستشرقون "كتابات عربية شمالية"، فيها اسم "العرب"، غير نصّ واحد، هو النص الذي يعود إلى "امرئ القيس بن عمرو". وقد ورد فيه: "مر القيس بر عمرو، ملك العرب كله، ذو إسرالتج وملك الأسدين ونزروا وملوكهم وهرب مذحجو ... "١. ولورد لفظة "العرب" في هذا النص الذي يعود عهده إلى سنة "٣٢٨م" شأن كبير؛ "غير أننا لا نستطيع أن نقول: إن لفظة "العرب" هنا، يراد بها العرب بدوًا وحضرًا، أي: يراد بها العلم على قومية، بل يظهر من النص بوضوح وجلاء أنه قصد "الأعراب"، أي القبائل التي كانت تقطن البادية في تلك الأيام.
أما النصوص العربية الجنوبية؛ فقد وردت فيها لفظة "أعرب" بمعنى "أعراب"، ولم يقصد بها قومية، أي علم لهذا الجنس المعروف، الذي يشمل كل سكان بلاد العرب من بدو ومن حضر، فورد: "وأعرب ملك حضرموت"، أي "وأعراب ملك حضرموت"٢، وورد: "وأعرب ملك سبأ"، أي "وأعراب ملك سبأ"٣. وكالذي ورد في نصّ "أبرهة"، نائب ملك الحبشة على اليمن٤؛ ففي كل هذه المواضع ومواضع أخرى، وردت بمعنى أعراب"٥.
أما أهل المدن والمتحضرون، فكانوا يعرفون بمدنهم أو بقبائلهم، وكانت مستقر في الغالب. ولهذا قيل "سبأ"و"هَمْدَان" و"حِمْيَر" وقبائل أخرى، بمعنى أنها قبائل مستقرة متحضرة، تمتاز عن القبائل المتنقلة المسماة "أعرب" في النصوص العربية الجنوبية؛ مما يدل على أن لفظة "عرب" و"العرب" لم
_________
١ Ephemeris، ٢-٣٤، nabia، p. ٤، Plate، ٢، dussaud، in rev Archeologique، II، "١٩٠٢"، ٤٠٩، ff، Arabes en syrie avant l'islam، P. ٣٤، montgoery، Arabia and the bible، p. ٢٨.
وسيكون رمزه Montgomery.
٢ لما كان المسند لا يعرف الحركات، صعب علينا قراءة الكلمات قراءة صحيحة فتجوز قراءة كلمة "أعرب" مثلًا: "أعرب" وتجوز قراءتها "أعراب".
٣ نشر نقوش سامية قديمة من جنوب بلاد العرب وشرحها، بقلم الدكتور خليل يحيى نامي "ص٩٢"، النقش ٧١ سطر ٢، وسأشير إليه ب: نشر، "ص٩٣ نصّ رقم ٧٢، و٧٣.
٤ Glser، zwei inschriften uber den dammbruch bon maribg، s، ٣٣، Ency، Bibli، I، p. ٢٧٥، cis ٥٤١ Glasser، ٦١٨.
٥ Glaser، zwei inschriften uber den dammbruch von marib، s. ٣٣. Ency، Bibli I، p. ٢٧٥، cis، ٥٤١ Glasser، ٦١٨.
Albert Jamme، Sabaean Inscriptions from Magram Biqis Baltimore، ١٩٦٢، p. ٤٤٥
1 / 23