تكن تؤدي معنى الجنس والتقومية ذلك في الكتابات العربية الجنوبية المدونة والواصلة إلينا إلى قُبيل الإسلام بقليل "٤٤٩م" "٥٤٢م"١. والرأي عندي أن العرب الجنوبيين لم يفهموا هذا المعنى من اللفظة إلا بعد دخولهم في الإسلام، ووقوفهم على القرآن الكريم، وتكلمهم باللغة التي نزل بها، وذلك بفضل الإسلام بالطبع. وقد وردت لفظة "عرب" في النصوص علمًا لأشخاص٢.
وقد عرف البدو، أي سكان البادية، بالأعراب في عربية القرآن الكريم. وقد ذكروا في مواضع من كتاب الله، وقد نعتوا فيه بنعوت سيئة٣، تدل على أثر خلق البادية فيهم. وقد ذكر بعض العلماء أن الأعراب بادية العرب، وأنهم سكان البادية٤.
والنص الوحيد الوحيد الذي وردت فيه لفظة "العرب" علمًا على العرب جميعًا من حضر وأعراب، ونعت فيه لسانهم باللسان العربي، هو القرآن الكريم. وقد ذهب "د. هـ. ملر" إلى أن القرآن الكريم هو الذي خصص الكلمة وجعلها علمًا لقومية تشمل كل العرب. وهو يشك في صحة ورود كلمة "عرب" علمًا لقومية في الشعر الجاهلي، كالذي ورد في شعر لامرئ القيس، وفي الأخبار المدونة في كتب الأدب على ألسنة بعض الجاهليين٥. ورأي "ملر" هذا رأي ضعيف لا يستند إلى دليل؛ إذ كيف تعقل مخاطبة القرآن قومًا بهذا المعنى لو لم يكن لهم علم سابق به؟ وفي الآيات دلالة واضحة على أن القوم كان لهم إدراك لهذا المعنى قبل الإسلام، وأنهم كانوا ينعتون لسانهم باللسان العربي، وأنهم كانوا يقولون للألسنة الأخرى ألسنة أعجمية: ﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ﴾ ٦. ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا
_________
١ Margoliouth، the Relations، p. ٢. Glaser، ٥٥٤، ٢. MVAG، VI، ٧، CIH، ٧٩. ٩. CIH، ٣٧٣، ٣٩٧، ٧. CIH IV، Pars Himyaritica، Nos، ٧٩، ٣٤٣، ٣٩٧ Montgomery. P. ٢٧.
٢ نشر "ص٨٩" نص٦٩،
Ansaldi، cesare il yemen، nella storia e nella legenda،m roma ١٩٣٣، Nr، ١٧ ٦٩، Ryckmans، in le museon، VoI، I، part، ٣، "١٩٣٧". Nr. ١٨٠.
٣ التوبة، الآية ٩٧، ١٠١، الفتح، الآية ١١، الحجرات، الآية ١٤.
٤ بلوغ الأرب "١/ ١٣"، تاج العروس "٣/ ٣٣٣ فما بعدها".
٥ D.H Muller، in Neue Frele Presse، "١٨٩٤" ٢٠th April، Ency. Bibli، I. P. ٢٧٤.
٦ سورة فصلت رقم ٤١، الآية ٤٤.
1 / 24