الطبيعة الصحراوية، وصارت كلمة "عربي" عندهم علمًا للشخص المقيم في تلك الأرضين، من بدو ومن حضر؛ إلا أن فكرتهم عن حضر بلاد العرب لم تكن ترتفع عن فكرتهم عن البدوي، بمعنى أنهم كانوا يتصوّرون أن العرب هم أعراب.
ووردت في جغرافية "سترابون" كلمة "أرمي" "erembi"، ومعناها اللغوي الدخول في الأرض أو السكنى في حفر الأرض وكهوفها، وقد أشار إلى غموض هذه الكلمة وما يقصد بها، أيقصد بها أهل "طرغلوديته" "troglodytea" أي "سكان الكهوف" أم العرب؟ ولكنه ذكر أن هناك من كان يريد بها العرب، وأنها كانت تعني هذا المعنى عند بعضهم في الأيام المتقدمة، ومن الجائز أن تكون تحريفًا لكلمة "arabi" فأصبحت بهذا الشكل١.
أما الإرميون؛ فلم يختلفوا عن الآشوريين والبابليين في مفهوم "بلاد العرب". أي ما يسمى بـ"بادية الشام" وبادية السماوة. وهي البادية الواسعة الممتدة من نهر الفرات إلى تخوم الشام. وقد أطلقوا على القسم الشرقي من هذه البادية، وهو القسم الخاضع لنفوذ الفرس، اسم "بيت عرباية" "beth' arb'aya" و"باعرباية" "ba'arabaya"، ومعناها "أرض العرب". وقد استعملت هذه التسمية في المؤلفات اليونانية المتأخرة٢. وفي هذا الاستعمال أيضًا معنى الأعرابية والسكنى في البادية.
ووردت لفظة "عرب" في عدد من كتابات "الحضر". وردت مثلًا في النص الذي وسم ب"٧٩" حيث جاء في السطرين التاسع والعاشر "وبجندا دعرب"، أي: "وبجنود العرب". وفي السطر الرابع عشر: "وبحطر وعرب"، أي "وبالحضر وبالعرب"٣. ووردت في النص: "١٩٣": "ملكادي عرب"، أي "ملك العرب" وفي النص "١٩٤" وفي نصوص أخرى٤. وقد وردت اللفظة في كل هذه النصوص بمعنى "أعراب"، ولم ترد علمًا على قوم وجنس، أي بالمعنى المفهوم من اللفظة في الوقت الحاضر٥.
_________
١ Strabo، Vol.، ٣، P.، ٢١٥.
٢ Ency. Bibli.، Vol.، I، P.، ٢٧٣، Hastings، P.، ٤٦، Schroder، Keillnschr. und Gesch. S.، ١٠٠، Delitzsch، Wo ٢Jag das Parodies؟ S.، ٢٩٥.
وسيكون رمزه Delitmych
٣ مجلة سومر، السنة ١٩٦١، Die Araber، IV، S.، ٢٤٣. ff
٤ سومر، ١٩٦١،Die Araber، IV، S.، ٢٦١ ٥ انجليزي
٥ Die Araber، IV، S.، ٢٦٩.
1 / 22