فاستغرب شيخ تحوم ذلك السؤال وأجاب كالهازئ: من انتخبت! من أنتخب غير الشيخ أسعد بو صعب؟!
فضحك هذاك وقال له: تبقى حياتك، ما عرفت بعد أنه مات!
فأجابه بكل بساطة: وكيف يكون المجلس وما فيه واحد من بيت بو صعب!
لعل الكثيرين منا يعملون اليوم ما عمله شيخ تحوم في الأمس، إذا لم ينتخبوا أمواتا، انتخبوا أشباه الأموات. كنا نسمع في ذلك الزمان أن فلانا مرشح المنطقة الفلانية، أما اليوم فالقوائم قائمة قاعدة، اللوائح لعبة شطرنج تفرزن فيها البيادق، وتفرش للمرشحين ، حيث شاءوا، النمارق.
يقول المرشحون المعارضون عن المرشحين الآخرين: إنهم هم هم، وكأنهم لا يرون أنفسهم أيضا هم هم.
فلنفتش عن الصادقين، فالبلاد ما عقمت، إن حبل الانتخابات ملقى على الغارب، فهل يخرج الناخبون من الصيرة؟ هل عرفوا أن أسعد بو صعب مات!
24 / 3 / 51
بياع موتى
في ذلك الزمان كانت الجثث أشياء مكرسة لا تمس، يموت الرجل ويلحق به آخرون وأخريات ثم لا يعرف ما بهم ولا ما بهن. وكان الطب كالسياسة تدجيلا، فما يقوله «الحكيم» هو الصحيح وإن كان رأسه خاليا من الحكمة ...
وأنشئت في لبنان كليات طبية ذات مختبرات، ولكن المادة تعوزها. فالأرانب لا تسد مسد الجثث البشرية التي يتعلم عليها الطلاب، واللبناني يؤثر أن يرعى دود القبر جيفة فقيده على أن يجود بها لخدمة الإنسانية، هذا حرام وعيب!
Bilinmeyen sayfa