قلت: وللصلاح الصفدي على معنى البيتين مؤاخذة، محصولها أن الكسرة لأحد الساكنين غير القلب، والكسر في البيتين للقلب، انتهى(¬1)[64]. واستملح المؤاخذة ابن حجة، فقال: أما البيتان ففي غاية اللطف، ولكن أورد عليهما إيراد حسن، وهو أن الساكنين إذا اجتمعا كسر أحدهما وهو الأول، وكلامه في البيتين يؤدي أن المكسور غير الاثنين، انتهى. وفيه نظر، لأن إيقاع الكسر على القلب من إسناد ما للحال للمحل، وهو ذائع في كلامهم. على أن مثل هذا المعنى ريحانة تشم ولا تفرك. ومن هذا المعنى قول ابن شرف في رجل عجز عن افتضاض عرسه(¬2)[65]:
كم ذكر في الورى وانثى
أولى من اثنين باثنتين
[ص 169]
أرى الليالي أتت بلحن
لجمعها بين ساكنين
وأما الخفقان فسببه مهابة العاشق للمعشوق وإجلاله إياه، فصار ينتفض لرؤيته ببصره أو بصيرته،كما ينتفض القلب الخائف. وما أحسن قول المكودي(¬3)[66]:
يزداد خفق فؤادي عند رؤيته
من بعد ما مال عنه القلب وانتركا
كالطير أفلت من أشراك مقتنص،
فصار يرعد مهما أبصر الشركا
ومما اشتهر في خفق الفؤاد قول ابن بقي(¬4)[67]:
عاطيته، والليل يسحب ذيله،
صهباء كالمسك الفتيق لناشق
وضممته ضم الكمي لسيفه،
Sayfa 70