وظني يا ابن أروى أن تعودا فقال لها: أحسنت لولا أنك استزدته في شعرك. فقالت: إن الأمراء لا يستحيى من سؤالهم. فقال: أنت في هذا القول أشعر(¬1)[53]، انتهى. وقوله: نذرت ألا أقول شعرا، يقال إنه لم يقل في الإسلام إلا بيتا واحدا وهو(¬2)[54]:
الحمد لله إذ لم ياتني أجلي
حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
ويقال إن قبله(¬3)[55]:
بان الشباب فلم أحفل به بالا،
وأقبل الشيب والإسلام إقبالا
ويقال إنه قال أيضا(¬4)[56]:
ما عاتب المر ء الكريم كنفسه،
والمرء يصلحه الجليس الصالح
وقوله بالقبس، القبس: شعلة من نار، كذا في تفسير الغزنوي والقاموس(¬5)[57]. والجذوة(¬6)[58]: مثلثة: قطعة غليظة من الحطب فيها نار بلا لهب، سقاله العزيزي.
[ص 167]
المعنى
أن قلبه بسبب حمية الحبيب له، وإيقاده به نار الصبابة، هو في حرارة واحتراق، وأنه يضطرب ويتحرك. فالنار مستعرة بتحركه، لأنه كالنافخ لها. فحالته في ذلك كحالة المقباس إذا صادفته ريح فهي تقلبه ذات اليمين وذات الشمال. فأخبر أن قلبه يكابد غصص أمرين، الحرارة، والخفوق. فأما الحرارة فقد كثر النشيد فيها، وتوفرت الدواعي على الشكاية منها، وسلف بعض ذلك. وقد هذم عليهم ذلك المعنى من قال:
Sayfa 68