سخي، وأخزى أن يقال بخيل ووجه استخراج الجواب منها، والله أعلم، أنه نبهه بهما على البيت الآخر المساوي لهذين في إعراب اسم الزمان المبهم المضاف للجملة الإسمية، وهو قول الشاعر:
إذا قلت هذا، حين أسلو، يهيجني
نسيم الصبا من حيث ما يطلع الفجر
فائدة
قال أبو الحجاج بن الشيخ في كتابه المسمى ألف باء: روى أبو عبيد عن يونس بن حبيب، أن لبيد بن ربيعة الشاعر، نذر أن يطعم الناس كلما هبت ريح الصبا. فدامت أياما متوالية، حتى أضر به. فبلغ خبره الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وهو أمير الكوفة من قبل عثمان، رضي الله عنه، وكان أخاه لأمه، فوجه إليه بنوق ودراهم، وكتب إليه:
أرى(¬1)[49]الجزار يشحذ مديتيه،
إذا هبت رياح أبي عقيل
طويل الباع أروع جعفري،
كريم الجد، كالسيف الصقيل(¬2)[50]
فلما وصل ذلك إلى لبيد شكره، وقال: كيف[لي(¬3)[51]] بأن أجيبه وقد نذرت بألا أقول شعرا؟ فقالت بنية له صغيرة كانت تروي شعره: أنا أحسن بأن أجيبه، أفتأذن لي؟ فقال: قولي ما عندك. فقالت(¬4)[52]:
[ص 166]
إذا هبت رياح أبي عقيل
دعونا عند هبتها الوليدا
طويل الباع أروع عبشمي،
أعان على مروءته لبيدا
أبا وهب، جزاك الله خيرا،
نحرناها، وأطعمنا التريدا
فعد إن الكريم له معاد،
Sayfa 67