[ص 161] وفي البيت التشبيه كما بيناه. وقد اختلفت عباراتهم فيه. فمن قائل: هو العقد على أن أحد أمرين سد مسد الآخر، ومن قائل صفة الشيء بما شاكله من جهات أو جهة، لا من جميع الجهات، وإلا كان إياه.(وله نكت كثيرة أعرضنا عنها خوف السآمة). وفيه المساواة. وهي، كما قال التيفاشي، التوسط بين الإيجاز والإسهاب. وعرفها قدامة مخترعها(¬1)[33] بأن يكون اللفظ مساويا للمعنى حتى لايزيد ولا ينقص. ولا يعسر إيضاحها في البيت. وفيه الاحتراس بقوله: عن مكنس. قال في المصباح(¬2)[34]: وهو أن يأتي المتكلم بالمدح أو غيره بكلام فيراه مدخولا بعيب، فيردفه بما يصونه. وذلك أنه لو اقتصر على "حله " فربما توهم أنه له كناس غيره، فدفعه به.فإن قلت: مارفع به الإبهام غير رافع له، بل هو معه باق. قلت: وجه الرفع أن "عن" للبدل. والمراد أنه استوطنه بدلا عن كناسه. ومن عادة الظبي أنه إن ترك ظله لا يرجع إليه أبدا. وفي المثل: "تركه ترك الظبي لظله". أي ما يستظل به من الحر. فلولا ما زاده احتمل حلوله فيه مع غيره مما لا يليق بالمقام.
Sayfa 62