وقد يقبل أيضا الكيف الأكثر والأقل، فإنه يقال إن هذا أبيض بأكثر من غيره وبأقل؛ وهذا عادل بأكثر من غيره أو بأقل.
وهى أنفسها تحتمل الزيادة، فإن الشىء الأبيض قد يمكن أن يزيد بياضه فيصير أشد بياضا، وليس كلها ولكن أكثرها. فإنه مما يشك فيه: هل يقال عدالة أكثر أو أقل من عدالة، وكذلك فى سائر الحالات. فإن قوما يمارون فى أشباه هذه فيقولون إنه لا يكاد أن يقال عدالة أكثر ولا أقل من عدالة، ولا صحة أكثر ولا أقل من صحة؛ ولكنهم يقولون إن «لهذا» صحة أقل مما لغيره، وعلى هذا المثال: «لهذا» كتابة أقل من كتابة غيره وسائر الحالات. فأما ما يسمى بها فإنها تقبل الأكثر والأقل بلا شك، فإنه يقال إن هذا أبلغ من غيره وأعدل وأصح؛ وكذلك الأمر فى سائرها.
وأما المثلث والمربع فلن يظن أنهما يقبلان الأكثر والأقل؛ ولا شىء من سائر الأشكل ألبتة: فإن ما قبل قول المثلث أو قول الدائرة فكله على مثال واحد مثلثات ودوائر؛ وما قبله فليس يقال إن هذا أكثر من غيره فيه، فإنه ليس المربع فى أنه دائرة أكثر من المستطيل إذ كان ليس يقبل ولا واحد منهما قول الدائرة. وبالجملة، إنما يوجد أحد الشيئين أكثر من الآخر إذا كانا جميعا يقبلان قول الشىء الذى يقصد له. فليس كل الكيف إذا يقبل الأكثر والأقل. فهذه التى ذكرت ليس منها شىء هو خاصة الكيفية.
Sayfa 36