فالكيفبات هى هذه التى ذكرت؛ وذوات الكيفية هى التى يقال بها على طريق المشتقة أسماؤها أو على طريق آخر منها كيف كان. — فأما فى أكثرها أو فى جميعها، إلا الشاذ منها، فإنما يقال على طريق المشتقة أسماؤها، مثال ذلك: من البياض — أبيض، ومن البلاغة — بليغ، ومن العدالة — عدل؛ وكذلك فى سائرها. وأما فى الشاذ منها فلأنه لم يوضع للكيفيات أسماء، فليس يمكن أن يكون يقال منها على طريق المشتقة أسماؤها، مثال ذلك: المحاضرى أو الملاكزى الذى يقال بقوة طبيعية. فليس يقال فى اللسان اليونانى عن كيفية من الكيفيات على طريق المشتقة أسماؤها. وذلك أنه لم يوضع للقوى فى اللسان اليونانى اسم فيقال بها هؤلاء كيف هم، كما وضع للعلوم وهى التى بها يقال ملاكزون أو مناضلون من طريق الحال: فإنه يقال علم ملاكزى، أو علم مناضلى، أى علم المناضلة؛ ويقال فى حالهم من هذه على طريق المشتقة أسماؤها: كيف هم.
وربما كان لها اسم موضوع 〈للكيف〉، ولا يقال المكيف بها على طريق المشتقة أسماؤها؛ مثال ذلك من الفضيلة مجتهد، فإن الذى له فضيلة إنما يقال مجتهد. ولا يقال فى اللسان اليونانى من الفضيلة على طريق المشتقة أسماؤها. وليس ذلك فى الكثير.
فذوات الكيفية تقال التى تدعى من الكيفيات التى ذكرت على طريق المشتقة أسماؤها أو على طريق آخر منها كيف كان.
وقد يوجد أيضا فى الكيف مضادة، مثال ذلك أن العدل ضد الجور وكذلك البياض والسواد وسائر ما أشبه ذلك، وأيضا ذوات الكيفية بها: مثال ذلك الجائر للعادل، والأبيض للأسود. إلا أن ذلك ليس فيها كلها. فإنه ليس للأشقر ولا للأصفر ولا لما أشبه ذلك من الألوان ضد أصلا، وهى ذوات كيفية. وأيضا إن كان أحد المتضادين — أيهما كان — كيفا، فإن الآخر أيضا يكون كيفا. ذلك بين لمن تصفح سائر النعوت، مثال ذلك إن كان العدل ضد الجور وكان العدل كيفا — وإن الجور أيضا كيف — فإنه لا يطابق الجور ولا واحدا من سائر النعوت: لا الكم مثلا والمضاف ولا أين ولا واحدا من سائر ما يجرى مجراها بتة ما خلا الكيف، وكذلك فى سائر المتضادات التى فى الكيف.
Sayfa 35