فأما «الشبيه» «وغير الشبيه» فإنما يقالان فى الكيفيات وحدها؛ فإنه ليس يكون هذا شبيها بغيره بشىء غير ما هو به كيف. فتكون خاصة الكيفية أن بها يقال شبيه وغير شبيه.
وليس ينبغى أن يتداخلك الشك فتقول: إنا قصدنا للكلام فى الكيفية فعددنا كثيرا من المضاف، إذ الملكات والحالات من المضاف، فإنه تكاد أن تكون أجناس هذه كلها وما أشبهها إنما تقال من المضاف. وأما الجزئيات فلا شىء منها ألبتة، فإن العلم وهو جنس ماهيته، إنما يقال بالقياس إلى غيره. وذلك أنه إنما يقال علم بشىء؛ فأما الجزئيات فليس شىء منها ماهيته تقال بالقياس إلى غيره، مثال ذلك: النحو، ليس يقال نحوا بشىء، ولا الموسيقى هى موسيقى بشىء، اللهم إلا أن تكون هذه أيضا قد تقال من المضاف من طريق الجنس، مثال ذلك: النحو يقال علما بشىء لا نحوا بشىء، والموسيقى علما بشىء لا موسيقى بشىء. فيجب أن تكون الجزئيات ليس من المضاف. ويقال لنا ذوو كيفية — بالجزئيات؛ وذلك أنه إنما لنا هذه: فإنا إنما يقال لنا علم — بأن لنا من العلوم الجزئية. فيجب من ذلك أن تكون أيضا — أعنى الجزيئات — كيفيات، وهى التى بها ندعى ذوى كيفية — وليس هذه من المضاف. وأيضا أن ألغى شىء واحد بعينه كيفا ومضافا، فليس بمنكر أن يعد فى الجنسين جميعا.
Sayfa 37