============================================================
ظهر بذلك عجزهم، كما ظهر بذلك عجز قريش، عن معارضة النبى لمثل ذلك.
2- والوجه النانى : ما نقضوا عليهم هذه، وهى علة الاشتفال، أنهم يشتغلون بالأمور الحقيرة، كالحرفة شهررا متوالية، وبالطواف له البلاد الكثيرة وكذلك بطلب المعاش فى مشرف ومعرب وشام ومن، مع أن الفائدة الحاصلة بذلك، دون الفائدة الحاصلة بالمناظرة، بدرجات كثيرة ! فظهرت مناقضتهم فى تعليل الامتناع عن المناظرة، بالشغل فى الدراسة ؛ لأن المعلوم أن اشتغالهم عن الدراسة، بهذين الأمرين، أعظم واوفى 2- وربا يعتلون فى الامتناع عن المناظرة، بأن يقولوا : نحن على بصيرة من أمرنا، وثقة (1) من مذهبنا، فمن كان على شك من أمره، طلب معرفته بالمناظرة ثم ينقضون ذلك، بتعرضهم لمناظرة من ضعف عن مقاومتهم من المخالفين، وربا يعتقدون (2) من أنه يجب على كل عاقل بصير وائق بما هو عليه، أن يرشد الناس إلى 182 و/ الحق؛ لافادة المستفيدين، ومناظرة المخالفين والتمدح عند اتباعهم بانهم يتحدون كل مخالف للمناظرة والبيان، ويتظاهرون عندهم، بالقوة على ذلك، والتكن منه، وبأن الامتناع بالمناظرة، كان من مخالفهم لا منهم، ولا شك أن هذه ناقضة ظاهرة بينة 3- وربما يعتلون من الامتناع من المناظرة، بأنهم قد ناظروا مرارا وفلجوا، ووقع الاجماع معهم على مذهبهم: ولا شك أن هذه علة باطلة ؛ لأن إعادة المناظرة، وإقامة الحجة، أهون عليهم من املائها، وفى إعادتها فائدتان : أحدها: تاكيد الحال عند من كان قد سمع: والثانية : تعريف من لم يكن عرف، ذلك الفلج الأول من الناس؛ ليتميز لهم الحق من الباطل؛ وليحذر الاغترار فى الدين !
(1) جاءت فى الأصل مكذا : ووتبقه (2) فى الأصل : معتفدونه
Sayfa 60