فإن هذا محال أن يكون في كلام الله تعالى. وهو إما في اللفظ فقط والمعنى واحد. وإما فيهما مع جواز اجتماعهما في شيء واحد أو اختلافهما معا مع امتناع جواز اجتماعهما في شيء واحد، بل يتفقان من وجه آخر لا يقتضي التضاد. فالأول كالاختلاف في الصراط، والثاني نحو مالك بالألف وملك بغيرها، والثالث نحو وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا مشدّدا ومخففا، فمعنى المشدّد أن الرسل تيقنوا أن قومهم قد كذبوهم، ومعنى المخفف أن الرسل توهموا أن قومهم قد كذبوهم فيما أخبروهم به، فالظنّ في الأولى يقين، وفي الثانية شك، والضمائر الثلاثة للرسل، فكل قراءة حق وصدق نزلت من عند الله نقطع بذلك ونؤمن به.
التنبيه الثاني عشر: قد عدّ أربعة من الصحابة الآي: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك وعائشة
، ونقله عنهم التابعون. فمن أهل المدينة عروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، ومن أهل مكة عطاء بن أبي رباح وطاوس. ومن أهل الكوفة أبو عبد الرحمن السلمى وزر بن حبيش وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب. ومن أهل البصرة الحسن البصري وابن سيرين ومالك بن دينار وثابت البناني وأبو مجلز. ومن أهل الشام
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
والفرقان والعنكبوت والنجم وصلا أثبت ألفها وقفا، ومن لم ينوّن حذفها: ومنهم من يثبت الألف وقفا وإن لم ينوّن وصلا، واتفقوا على تنوين مصرا في: اهبطوا مصرا، ويوقف عليها بالألف: ومنع الحسن صرفها فتحذف الألف، ومن نوّن تترى في سورة المؤمنين وقف عليها بالألف ولا تمال، ومن منع صرفها جعلها بوزن فعلى وقرأها وصلا ووقفا بالألف وجاز إمالتها، وأجمعوا على الوقف بالألف في: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي واختلفوا في الوصل فمنهم من أثبتها ومنهم من حذفها. وكل ما في القرآن من أيها يوقف عليه بالألف إلا في ثلاثة مواضع وهي: أيه المؤمنون في النور، وأيه الساحر في الزخرف. وأَيُّهَ الثَّقَلانِ في الرحمن فيجوز الوقف عليها بالهاء تبعا للخط.
1 / 59