Hidayet Feneri
منار الهدى في بيان الوقف والابتدا
Araştırmacı
شريف أبو العلا العدوي
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
Yayın Yeri
بيروت
Türler
1 / 5
(١) انظر معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (١/ ٢٧٥).
1 / 6
(١) الباء فيها قيل: إنها زائدة فلا تحتاج إلى ما تتعلق به، أو للاستعانة، أو للمصاحبة، متعلقة بمحذوف، إما أن يكون فعل والتقدير أبدأ أو أفعل، أو متعلقة باسم، أو متعلقة بحال، أي ابتدئ متبركا ومستعينا بالله، أو مصدر مبتدأ خبره محذوف، أي ابتدائي باسم الله ثابت أو دائم، والله أعلم على الذات العلية الواجبة للوجود المستحقة لجميع المحامد، والرحمن الرحيم: اسما مبالغة مشتقان من الرحمة، على وزن فعلان وفعيل، وقيل: إن الرحمن: يعم جميع الخلق، والرحيم مختص بالمؤمنين، وانظر: «نهاية المحتاج» للشمس الرملي (١/ ١٦ - ٢٠) «القاموس المحيط» (٤/ ٣٤٤)، «شرح جوهرة التوحيد» (٣). (٢) افتتح المصنف- ﵀ بعد التيمن بالبسملة بحمد الله، أداء لحق شيء مما يجب عليه نظير إنعام الله عليه بإنجاز هذا الكتاب، واقتداء بالقرآن الكريم، وبالسنة النبوية المطهرة، حيث كان رسول الله ﷺ يفتتح خطبه دائما بالحمد، ولم ينقل عنه غير ذلك، وأما حديث كل أمر ذي بال فقد اختلفت فيه أنظار النقاد والراجح: ضعفه وانظر «فتح الباري» شرح حديث «إنما الأعمال» رقم (١). (٣) كسا: ألبس: أي جعل على وجوههم لباس النور دليلا على التقوى والطاعة.
1 / 7
(١) التجويد: لغة هو التحسين، واصطلاحا: قراءة القرآن الكريم على نحو مخصوص بصفة مخصوصة كما نقل إلينا وتواتر. (٢) الوقف: هو القطع لغة، واصطلاحا: هو قطع القراءة مع أخذ نفس، مع نية الاستئناف. السكت: هو قطع القراءة بدون تنفس مع نية الاستئناف. وسوف يأتي تفريق المصنف بين هذه الأشياء. (٣) أما بعد: لفظة تسمى: فصل الخطاب، وهي لقطع الكلام الذي قبلها عما بعدها انظر: السبع كتب المفيدة لعلوي السقاف (ص ٦٣).
1 / 8
(١) مزجاة: قليلة. (٢) مثل مشهور عند العرب يقال عند ما يكون شخص ما له سيط وسمعة، ثم إذا رآه الإنسان اكتشف أنه غير ذلك تماما، وانظر: «مجمع الأمثال» للميداني (١/ ١٥٧).
1 / 9
(١) حذف همزة كلمة «الابتداء» وهذا جائز على بعض لغات العرب، وقد ورد ذلك أيضا في كتاب الله الكريم في قراءة «حمزة» عند الوقف حيث إنه يحذف الهمزة عند الوقف، ووافقه في ذلك هشام. (٢) شرع الشيخ يبين شروط من يتكلم في هذا العلم الشريف وبين أنه لا يتكلم فيه إلا متمكن من آلة هذه العلوم التي ذكر، وإن علمنا ذلك فينبغي علينا أن نتوقف عند علامات الوقف والابتداء المختلفة التي وضعها علماء القراءات وأن لا نتجاوزها، ولا نقيس ذلك بمجرد العقول والاستحسان، فالأمر أصعب مما قد يتخيل، فمن قال في القرآن برأيه وهو غير عالم فهو مخطئ وإن كان ما قاله صوابا.
1 / 10
(١) في هذه الآية إشارة إلى أن المرء يجب أن يعقل ما يقرأ ويتدبره ولا يكتف بترديده فحسب بل يجب أن يعمل به أيضا، وإلا أصبح كاليهود عياذا بالله تعالى، كما قال ﷿ في آية أخرى فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا.
1 / 11
(١) المقصود من ذلك أن كل واحد قد يوظف الوقف في القرآن العظيم على هواه إذا لم يكن عالما من أهل السنة، فإنه حتما سيقف على الجزء الذي يبرر مذهبه الفاسد، أما المثل الذي ضربه الشيخ، فهو يقصد به المعتزلة، لأنهم ينفون المشيئة لله في خلق أفعال العباد على مذهبهم الفاسد في نفى صفة خلق الله لأفعال العباد، وهم يرون كما هو معلوم أن العباد هم الذين يختارون ويخلقون أفعالهم بأنفسهم، وهذا كلام باطل، لأنه ليس معنى أن يختار العباد أفعالهم أنهم يخلقونها أو يفعلونها بمشيئتهم دون مشيئة الله فالله تعالى يقول: وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ، وليس هذا موضع بسط الكلام في هذه المسألة، ففيما قلنا كفاية والله أعلم، وللتفصيل عليك بالعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية فقد
1 / 12
أجاد وأفاد في هذا المبحث كعادته. (١) قول الصحابي له حكم المرفوع بثلاثة شروط: ١ - أن لا يعلم له مخالف. ٢ - ليس للرأي فيه مجال. ٣ - ليس معروفا بالأخذ عن أهل الكتاب. (٢) هو إمام حرم رسول الله ﷺ، مولى جعونة بن شعوب الليثي، حليف حمزة بن عبد المطلب- ﵁، وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو رويم، وأصله من أصفهان، ونشأ بالمدينة، وأقام بها، وكان من الطبقة الثالثة، وانظر ترجمته في: «معرفة القراء الكبار» (١/ ١٠٧ - ١١١)، «غاية النهاية» (٢/ ٣٣٠ - ٣٣٤)، «السبعة» (٥٣ - ٦٤)، «التاريخ الكبير» (٨/ ٨٧)، «الكامل» (٧/ ٢٥١٥)، «مشاهير علماء الأمصار» (١٤١)، «وفيات الأعيان»
1 / 13
(٥/ ٣٦٨، ٣٦٩)، «سير أعلام النبلاء» (٧/ ٣٣٦ - ٣٣٨)، «ميزان الاعتدال» (٤/ ٢٤٢)، «تقريب التهذيب» (٢/ ٢٩٥)، «شذرات الذهب» (١/ ٢٧٠). (١) هو أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وكان حسن القراءة كثير الرواية، مشتهرا بجودة التلاوة عالما بالنحو واللغة، وانظر ترجمته في «معرفة القراء الكبار» (١/ ١٥٧، ١٥٨)، «غاية النهاية» (٢/ ٣٨٦ - ٣٨٩)، «طبقات ابن سعد» (٧/ ٣٠٤)، «تاريخ خليفة» (٤٧٢)، «طبقات النحويين» (٥٤)، «وإنباه الرواة» (٤/ ٤٥)، و«وفيات الأعيان» (٦/ ٣٩٠ - ٣٩٢)، «الكاشف» (٣/ ٢٩٠)، «بغية الوعاة» (٢/ ٣٢٨)، «تهذيب الكمال» (٣/ ١٥٤٩). (٢) هو الإمام سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد، أبو حاتم السجستاني، إمام البصرة في النحو والقراءات واللغة والعروض، عرض على يعقوب الحضرمي، وغيره، روى عنه القراءة: الزردقي، وغيره، توفي سنة ٢٥٥ هـ، وقيل سنة ٢٥٠ هـ وانظر: «غاية النهاية» (١/ ٣٢٠)، «معرفة القراء» (١/ ٢١٩). (٣) هو محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين، أبو عبد الله التيمي الأصبهاني، إمام في القراءات، كبير مشهور، أخذ القراءة عن خلاد بن خالد، ونمير، وغيرهما روى القراءة عنه الفضل بن شاذان، وعبد الله بن أحمد البلخي، وغيرهما، صنف كتاب الجامع في القراءات، وكتاب في العدد، وغيرهما مات سنة ٢٥٣، وقيل سنة ٢٤٢ هـ. «غاية النهاية» (٢/ ٢٢٣)، «معرفة القراء» (١/ ٢٢٣). (٤) هو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي، الحافظ الأستاذ، أبو بكر بن مجاهد البغدادي، شيخ الصنعة، وأول من سبع السبعة، ولد سنة ٢٤٥ هـ ببغداد وتوفي سنة ٣٢٤ هـ، وانظر: «غاية النهاية» (١/ ١٣٩)، «معرفة القراء» (١/ ٢٦٩). (٥) هو أبو الحسن على بن حمزة الكسائي، أعلم أهل الكوفة في زمانه بعلم العربية، ومنه نشأ علم الكوفيين، وكان علما مشهورا في زمانه، وكان يؤدب الأمين والمأمون ابني الرشيد، ومات في الري في قرية من أعمالها تعرف بأرنبوية في سنة ٢٨٩ هـ وانظر: «معرفة القراء الكبار»
1 / 14
(١/ ١٢٠ - ١٢٨)، «غاية النهاية» (١/ ٥٣٥ - ٥٤٠)، «السبعة» (٧٨، ٧٩)، «التاريخ الكبير» (٦/ ٢٦٨)، «الجرح والتعديل» (٦/ ١٨٢)، «مراتب النحويين» (١٢٠، ١٢١)، «طبقات النحويين» (١٢٧ - ١٣٠)، «الفهرست» لابن النديم (٤٥٤٤)، «تاريخ بغداد» (١١/ ٤٠٣ - ٤١٥)، «الأنساب» (٤٨٢)، «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٩٥ - ٢٩٧)، «السير» (٩/ ١٣١ - ١٣٤)، «البداية والنهاية» (١٠/ ٢٠١ - ٢٠٢)، «بغية الوعاة» (٢/ ١٦٢ - ١٦٤)، «طبقات المفسرين» للدوري (١/ ٣٩٩ - ٤٠٣)، «شذرات الذهب» (١/ ٣٢١). (١) القراء الكوفيون جماعة وأشهرهم وأهمهم معرفة هم: ١ - الإمام: أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي، وانظر ترجمته في معرفة القراء الكبار (١/ ٨٨ - ٩٤)، «غاية النهاية» (١/ ٣٤٦ - ٣٤٩)، «طبقات خليفة» (١٥٩)، «وفيات الأعيان» (٣/ ٩)، «السير» (٥/ ٢٥٦). ٢ - الإمام: أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات الفرضى وانظر ترجمته في «معرفة القراء» (١/ ١١١ - ١١٨)، «غاية النهاية» (١/ ٢٦١)، «السير» (٧/ ٩٠)، «ميزان الاعتدال» (١/ ٦٠٥)، «شذرات الذهب» (١/ ٢٤٠). ٣ - الإمام أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب، أبو محمد البزار البغدادي، أحد القراء العشرة وأحد الرواة عن حمزة في نفس الوقت، وانظر «غاية النهاية» (١/ ٢٧٢)، «معرفة القراء» (١/ ٢٠٨)، وقد مر ذكر الإمام الكسائي وترجمته في الترجمة السابقة. (٢) هو أبو الحسن، سعيد بن مسعد المجاشعي بالولاء، النحوي البلخي، المعروف بالأخفش الأوسط، أحد نحاة البصرة، أخذ النحو عن سيبويه، وزاد في العروض بحر الخبب توفي سنة ٢١٥ هـ، انظر «وفيات الأعيان» (٢/ ٣٨٠)، «بغية الوعاة» (١/ ٥٩٠). (٣) هو أبو عبيدة معمر بن المثنى، أبو عبيدة التيمي البصري النحوي، العلامة مولى بني تميم بن مرة انظر ترجمته في «تاريخ خليفة» (١٩)، «المعارف» (٥٤٣)، «سؤالات الآجري» لأبي داود (٣/ ٣٠٢)، «المعرفة» ليعقوب الفسوي (٣/ ٣١٥)، «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (٤٨٩)، «الجرح والتعديل» (٨/ ت ١١٧٥)، «الثقات» (٩/ ١٩٦)، «أخبار النحويين البصريين» (٥٢ - ٥٥)، «تاريخ الخطيب» (١٣/ ٢٥٢ - ٢٥٨)، «وفيات الأعيان»
1 / 15
(٥/ ٢٣٥)، «السير» (٩/ ٤٤٥)، «تذكرة الحفاظ» (١/ ٣٧١)، «الكاشف» (٣/ ٥٦٦٥)، «العبر» (١/ ٣٥٩)، «الميزان» (٤/ ت ٨٦٩)، «شذرات الذهب» (٢/ ٢٤)، «تهذيب الكمال» (٢٨/ ت ٦١٠٧)، «تهذيب التهذيب» (١٠/ ٢٤٦ - ٢٤٨). (١) هو إمام النحو: أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي، البصري النحوي، الأخباري (صاحب الكامل) انظر ترجمته في «طبقات النحويين واللغويين» (١ - ١٠١)، «تاريخ بغداد» (٣/ ٣٨٠)، «المنتظم» (٦/ ٩)، «معجم الأدباء» (١٩/ ١١٠ - ١٢٢)، «إنباه الرواة» (٣/ ٢٤١ - ٢٥٣)، «وفيات الأعيان» (٤/ ٣١٣)، «العبر» (٢/ ٧٤)، «الوافي بالوفيات» (٥/ ٢١٦)، «البداية والنهاية» (١١/ ٧٩)، «طبقات القراء» (٢/ ٢٨٠)، «لسان الميزان» (٥/ ٤٣٠)، «النجوم الزاهرة» (٣/ ١١٧)، «الشذرات» (٢/ ١٩٠)، «طبقات المفسرين» (٢/ ٢٦٧)، «بغية الوعاة» (١/ ٢٦٩). (٢) هو عبد الله بن مسلم بن عتيبة، أبو محمد الدينوري وقيل المروزي، نزل بغداد وصنف وجمع وزاع صيته وانظر ترجمته مفصلة في: «طبقات النحويين واللغويين» للزبيدي (١١٦)، «تاريخ بغداد» (١٠/ ١٧٠)، «المنتظم» (٥/ ١٠٢)، «إنباه الرواة» (٢/ ١٤٣)، «وفيات الأعيان» (٣/ ٤٢)، «تذكرة الحفاظ» (٢/ ١٣٣)، «الميزان» (٢/ ٥٠٣)، «العبر» (٢/ ٦٥)، «البداية» (١١/ ٤٨)، «اللسان» (٣/ ٣٥٧ - ٣٥٩)، «الشذرات» (٢/ ١٦٩ - ١٧٠)، «بغية الوعاة» (٢/ ٦٣ - ٦٤)، «السير» (١٣/ ٢٦٩). (٣) هو الحسن بن علي بن عبيدة، أبو محمد الكوفي، المقرئ النحوي قرأ بالروايات على سبط الخياط، وأبي منصور بن خيرون وغيرهم، كان رأسا في القراءات وتصدى للإقراء مدة وتوفي في شوال سنة ٥٨٢ هـ وانظر «معرفة القراء الكبار» (٢/ ٥٠٤)، «إرشاد الأريب» (٣/ ١٥٥)، «إنباه الرواة» (١/ ٣١٦)، «مرآة الزمان» (٨/ ٢٤٩)، ««المختصر المحتاج» (١/ ٢٨٥)، «المشتبه» (٣٤٣)، «غاية النهاية» (١/ ٢٢٤)، «النجوم الزاهرة» (٦/ ١٠٤)، «بغية الوعاة» (١/ ٥١١). (٤) هو الإمام عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي مولاهم، الإمام العلم المعروف في زمانه بابن الصيرفي وفي زماننا بأبي عمرو الداني، لنزوله بدانية ولد سنة ٣٧١ هـ، وتوفي
1 / 16
بدانية يوم الاثنين منتصف شوال سنة ٤٤٤، ودفن بعد العصر وشيعه خلق عظيم، وانظر ترجمته في «جذوة المقتبس» (٣٠٥)، «بغية الملتمس» (٣٩٩)، «إرشاد الأريب» (١٢/ ١٢١)، «إنباه الرواة» (٢/ ٣٤١)، «تذكرة الحفاظ» (٣/ ١١٢٠)، «العبر» (٣/ ٢٠٧)، «مرآة الجنان» (٣/ ٦٢)، «الديباج المذهب» (٢/ ٨٤)، «غاية النهاية» (١/ ٥٠٣)، «معرفة القراء الكبار» (١/ ٣٤٥)، «طبقات المفسرين» (١٥٩)، وللداودي (١/ ٣٧٣)، «الشذرات» (٣/ ٢٧٢). (١) هو الإمام العلامة أبو جعفر محمد بن طيفور السجاوندي، للكتاب في الوقف والابتداء وقد طبع مؤخرا. (٢) هو يزيد بن القعقاع، الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ، أحد القراء العشرة، تابعي مشهور ثقة صالح كبير القدر، وهو شيخ الإمام نافع، عرض القراءة على مولاه عبد الله بن عياش وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وروى عنهم، توفي سنة ١٠٣، وانظر تاريخ ابن معين (٣/ ١٩٢)، «معرفة القراء» (١/ ٧٢ - ٧٦)، «غاية النهاية» (٢/ ٣٨٢).
1 / 17
(١) هذا القول غير سليم تماما، لأن تقسيمات الوقوف لا تنافي إعجاز القرآن بل إن الوقوف السليمة تزيد المعنى وضوحا وبهاء وجلاء، وليس المقصود بالوقف القبيح- مثلا- أن القرآن العظيم به قبيح، بل إن المقصود أن ذلك المعنى الذي ينشأ عن وقف ما سوف يحيل المعنى وهذا هو وجه قباحته، والله أعلم. (٢) أخرج البخاري في صحيحه (٦/ ٢٢٢) من رواية ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال أقرأني جبريل ﵇ على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف. وهو
1 / 18
عند البخاري أيضا من حديث عمر (٩/ ٢١ - ٢٣)، وهو عند أحمد في «المسند» (١/ ٢٦٣ - ٢٦٤). (١) هذا وجه مستبعد جدّا، وترده دلائل كثيرة، ولا يحتمله معنى الحديث وليس هذا مجال الرد عليها، ولكن الراجح الذي استقر عليه المحققون من علماء القراءات واختاره ابن الجزري وانتصر له، أن القراءات كلها صحيحها وشاذها، وضعيفها ومنكرها، اختلافها كلها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وهي: الأول: أن يكون الاختلاف في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو «يحسب» بفتح السين وكسرها». الثاني: أن يكون بتغير في المعنى فقط دون تغير في الصورة نحو: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فقرئت آدم مرة بالرفع على أنها فاعل ومرة بالنصب على أنها مفعول مقدم. الثالث: أن يكون في الحروف مع التغير في المعنى لا السورة نحو: «يتلوا تتلوا». الرابع: أن يكون في الحروف مع التغيير في الصورة لا المعنى نحو: «الصراط، السراط». الخامس: أن يكون في الحروف والصورة نحو: يأتل، يتأل. السادس: أن يكون في التقديم والتأخير نحو: «فيقتلون، ويقتلون» على بناء الأول للمعلوم والثاني للمجهول والعكس. السابع: أن يكون في الزيادة والنقصان نحو: «وأوحى، ووحى». فهذه الأوجه السبعة لا يخرج الاختلاف عنها. إذا فجميع القراءات سبعية، أو عشرية، صحيحة، أو شاذة، نزلت على رسول الله ﷺ كما قال «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه»، وعلى هذا فليس المقصود بهذه الأحرف هي القراءات السبع التي بين أيدينا فهناك ثلاثة زائدة عليهم، وهي متواترة أيضا، وإنما المقصود ما بيناه، واعلم أن القراءة لكي تكون مقبولة يجب أن تتوفر فيها ثلاثة شروط وهي:
1 / 19
١ - موافقتها لرسم المصحف ولو احتمالا. ٢ - موافقتها لوجه من وجوه اللغة. ٣ - صحة إسنادها إلى النبي ﷺ. وقد جمع الإمام ابن الجزري هذه الشروط الثلاثة فقال في طيبته: فكل ما وافق وجه نحو ... وكان للرسم احتمالا يحوي وصح إسنادا هو القرآن ... فهذه الثلاثة الأركان وللاستزادة راجع «الإرشادات الجلية» (١٦، ١٧). (١) هذا كلام صحيح، لأن قراءات الأئمة الثلاثة المتممة للعشرة هي قراءات متواترة أيضا عن النبي
1 / 20
ﷺ، وهي داخلة بلا شك في معنى الأحرف السبعة، وهذا مما يقطع باستحالة أن يكون معنى الأحرف السبعة هي القراءات السبع، وقد ألف الإمام ابن الجزري خصيصا لهذا الغرض كتاب منجد المقرئين، ليبين أن القراءات الثلاثة متواترة داخلة في الأحرف السبعة، ليرد على بعض المتوهمين نفي ذلك، وأثبت تواترها، فراجع ذلك فإنه مفيد. (١) يجب الانتباه إلى أن ما خالف خط المصحف الإمام وضعف إسناده، أو لم يوافق وجها من وجوه النحو، فليس قرآنا فلا يجوز قراءته داخل الصلاة ولا خارجها على أنه قرآن، وإنما قد يستأنس به فقط، وأما كونه يفيد في الأحكام أم لا فهذا خلاف في الأصول شهير.
1 / 21
(١) قرأ: عاصم والكسائي ويعقوب وخلف مالِكِ بإثبات الألف بعد الميم، على اسم الفاعل، وقرأ باقي العشرة ملك على الصفة المشبهة بحذف الألف وراجع «البهجة المرضية» (٨)، «إرشاد المريد» (٢٩). (٢) الذي يبدو أن هذا تفسير منه لا قراءة، وقد يكون سبب الخلط من الرواة الذين سمعوا منه ذلك التفسير فظنوه قراءة، والله أعلم. (٣) أخرجه أحمد في «المسند» بإسناد صحيح من حديث عمرو بن العاص. (٤) جمع القراءات التي في الآية الواحدة حال القراءة أو الصلاة من البدع، وإنما ينبغي لمن جمع القراءات أن ينتهي بكل قراءة إلى تمام المعنى ثم يبدأ من جديد بالقراءة الأخرى، وذلك حتى لا تختلط المعاني ببعضها، وتختلط الوجوه.
1 / 22
(١) غافر: ٦. (٢) غافر: ٧. (٣) الإنسان: ٣١. (٤) الحشر: ٧. (٥) التوبة: ١٩. (٦) التوبة: ٢٠. (٧) آل عمران: ٩٥. (٨) آل عمران: ٩٥. (٩) المائدة: ٤٨. (١٠) المائدة: ١١٦. (١١) يوسف: ١٠٨.
1 / 23
(١) يوسف: ١٠٨. (٢) الرعد: ١٧. (٣) الرعد: ١٨. (٤) النحل: ٥. (٥) النحل: ٥. (٦) السجدة: ١٨. (٧) السجدة: ١٨. (٨) النازعات: ٢٢، ٢٣. (٩) النازعات: ٢٣، ٢٤. (١٠) القدر: ٣. (١١) القدر: ٤.
1 / 24