وقل بلى في سبأ قد استقرّ ... كذا بلى قد فاتلونها في الزمر
قالوا بلى في آخر الأحقاف ... وفي التغابن للذكي الوافي
وقل بلى في سورة القيامة ... فاحذر من التفريط والملامة
وخمسة فيها خلاف زبرا ... بالمنع والجواز حيث حرّرا
بلى ولكن قد أتى في البقرة ... وفي الزمر بلى ولكن حرّره
بلى ورسلنا أتى في الزخرف ... وفي الحديد مثلها عنهم قفي
قالوا بلى في الملك ثم جوّزوا ... في ثالث الأقسام وقفا أبرزوا
وعدّها عشر سوى ما قد ذكر ... لم تخف عن فهم الذكيّ المستقرّ
قوله وعدها أي ما الاختيار جواز الوقف عليه وهو العشرة الباقية.
التنبيه التاسع (١): اعلم أن كلا حرف لا حظ له في الإعراب،
وكذا
ــ
المؤنث مشدّدة أو مخففة نحو: فأتمهن، يأكلهنّ، منهنّ، أرضعن لكم، يتربصن، فالنحويون يجيزون إلحاق الهاء بها وقفا كما في الوقف على إنّ وأنّ المشدّدتين، لكن إلحاقها بالمشدّدة أحسن منه بالمخففة، ومنع ذلك القرّاء إلا يعقوب فيجيزه في المشدّدة، ومنها ما الاستفهامية المجرورة، وهي عمّ وفيم وبم ولم وممّ فيلحق بها الهاء يعقوب والبزيّ
_________
(١) ولفظ كل الواقع منه في القرآن ثلاثة وثلاثون موضعا في خمس عشرة سورة وهي كلها مكية وفي القسم الأخير منه، قال السيوطي في الإتقان قال مكي هي أربعة أقسام:
القسم الأول: ما يحسن الوقف عليها على معنى الردع وهو الاختيار ويجوز الابتداء بها على معنى حقّا وذلك أحد عشر موضعا:
الأول والثاني بمريم: عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْدًا كَلَّا ولَهُمْ عِزًّا كَلَّا.
والثالث بالمؤمنين: فِيما تَرَكْتُ كَلَّا.
والرابع في سبأ: شُرَكاءَ كَلَّا.
والخامس والسادس بالمعارج: ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلَّا، جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا.
والسابع والثامن بالمدثر: أَنْ أَزِيدَ كَلَّا، مُنَشَّرَةً كَلَّا.
1 / 54