Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Türler
وإن كانت العلة للخلق حيا قديما مدبرا، ليس له شبيه ولا مثيل، ولا نظير ولا عديل، فهذه صفات الخالق، والخالق ليس بعلة ولا معلول، بل هو(1) الله الرحمن الرحيم الذي عجز عن نعته الناعتون، وضل عن وصفه الواصفون، ولم يتوهمه المتوهمون، ولم تقع عليه الظنون، ولم تدركه الأبصار، ولم تحوه الأقطار، ولم تحل عليه الأفكار، بل عجزت عن اكتناهه القلوب، ولم تخف عليه العيوب، ولم تحده الجهات، ولم تنله الأدوات، وجل عن الصفات المحدثات، وعز عن النوم والسبات، وجل عن درك المدركات، ولم يؤده حفظ الأرض والسماوات، ولم يشتبه عليه شيء من الأصوات، ولم يمازج النور ولا الظلمات، ولم تجر عليه عوارض الساعات، ولم تنله صفات عواجز اللهوات، ولم يحتجب عن الأبصار بحجاب ولا سبب من الأسباب، مما يجول في خواطر الألباب، تعالى عن ذلك رب الأرباب، جعل الخلق ليستدل به عليه، ويكون للمكلفين داعيا إليه، وتعبد المخلوقين، للفرق بين المطيعين والعاصيين، وأرسل المرسلين مبشرين ومنذرين، وأكمل بهم (2) الحجة على جميع العالمين{ يهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم } [الأنفال:42].
- - -
باب الرد على الفضائية والدليل على حدث الفضاء وتهاييه(3)
قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي عليهما السلام: إن سأل بعض الملحدين فقال: ما الدليل على حدث الهواء، المكان الذي فيه الأشياء؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على حدثه ما شاهدنا فيه من لبثه وإقامته، وقلة زواله وحركته.
فإن قال: وما في سكونه ولبثه، من الدليل على تكوينه وحدثه؟
Sayfa 207