189

قال: وفي المرشد يرفعه إلى رجاله أنه مكث إلى أيام الوليد بن يزيد وهذه الرواية توافق القول الأول نعم. ولما أنزلوه من الخشبة أحرقوه بالنار، ثم حمل رماده فذري في الفرات، فمكن الله وزير آل محمد أبا حفص الخلال من صلب هشام وضربه وتحريقه، وذلك أنه لما مات طلوه بالصبر كي لا يبلى فوجدوه بعد ما نبشوه مثل ما دفن.

قال بعض شعراء المنصور بالله عبد الله بن حمزة في كلمة يمدحه بها:

وكم صون جسم كان فيه هلاكه

كما صين بالتصبير جسم هشام

هكذا في (الحدائق) وقال المسعودي في (مروج الذهب): إن عمر بن هاني الطائي قال: خرجت مع عبد الله بن علي [عم السفاح والمنصور] حتى انتهينا إلى قبر هشام، فاستخرجناه صحيحا ما فقدنا منه إلا خرمة أنفه، فضربه عبدالله[بن علي] ثمانين سوطا، ثم أحرقه، ثم استخرجنا سليمان بن عبدالملك[من أرض دابق] فلم نجد منه[شيئا] إلا صلبه وأضلاعه، ورأسه، فأحرقناه، وفعلنا كذلك بغيرهما من بني أمية، وكانت قبورهم بقنسرين ثم انتهينا إلى دمشق، فاستخرجنا الوليد بن عبد الملك فما وجدنا في قبره قليلا ولا كثيرا، وحفرنا عن عبد الملك فما وجدنا منه [إلا شؤن رأسه، ثم احتفرنا عن يزيد بن معاوية فما وجدنا فيه] إلا عظما واحدا، ووجدنا مع لحده خطا أسود كأنما خط بالرماد بالطول في لحده، ثم تتبعنا قبورهم في جميع البلدان، فأحرقنا ما وجدنا [فيها] منهم.

قال: وكان سبب فعل عبد الله هذا ببني أمية ما فعله هشام بزيد بن علي -عليهما السلام- فانتصر لبني عمه، انتهى.

Sayfa 283