فالله الله عباد الله؛ اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، واستغفروه يمددكم بأموال وبنين، ولازموا أداء الصلوات الخمس مع الجماعات، فمن حافظ عليهن كن له نورا وبرهانا يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليهن حشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف روؤساء الشياطين، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وحجوا قبل أن لا يحج البيت، وأتمروا بما أمركم الله به، وانتهوا عما نهاكم عنه، ولا تكونوا من الغافلين، وتوكلوا على الله في كل الأمور، واصبروا على نوائب الدهور، فإن الله يحب المتوكلين، وهونوا على أنفسكم هموم الدنيا، فمن كان أكبر همه الدنيا استحق العذاب المهين، أما سمعتم قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين}(1).
وقولوا من صميم الفؤاد مع التضرع والأنين: يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين نحن غرقى في بحار العصيان، فأخرجنا منها وأدخلنا جنتك مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين وسامحنا، واعف عنا، واستر زلاتنا، وآمن روعاتنا، واقض حاجاتنا، وأعطنا منياتنا، فإنك مجيب الداعين.
والحمد لله رب العالمين أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: {ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}(2).
الخطبة الأولى للجمعة الرابعة من جمادى الآخرة
Sayfa 86