Hayatımdan Görünümler: Yarı Otobiyografik Bir Anlatı
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
Türler
ذهبت إلى الدكتور بعد نيلي الجائزة، فإذا هو يبادرني قائلا: ضحكت على الدولة يا أستاذ. - مقالة معاليك أهم عندي من الجائزة.
كان مقدار الجائزة خمسمائة جنيه، ونلت معها أيضا وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. •••
نلت الجائزة ولكنني ما أزال بلا عمل وخطر لي أن أذهب إلى عبد الملك بك حمزة، فقد كان صديقا لأبي، بل إن أبي تمرن في مكتبه حين تخرج في كلية الحقوق عام 1912م، وكان عبد الملك بك رئيسا لمجلس إدارة شركة الملح والصودا. وأحسن عبد الملك بك استقبالي ووعدني أن يجد لي عملا وطلب إلي أن أعود إليه بعد أسبوع، وفعلت ثم أجل موعدي أسبوعا آخر. كان كتابي ابن عمار قد ظهر في ذلك الحين، فأخذت معي نسخة له وأهديتها إليه فتقبلها وطلب أن أعود بعد أسبوع آخر. وذهبت فكان العجب.
ما إن جلست حتى بادرني عبد الملك بك قائلا: أنا لن أعينك.
وطبعا سكت والدهشة لا شك قد طفرت إلى عيني. - أنت عبقري وأنا أرفض أن أدفن عبقريتك في الوظيفة.
لست أدري لماذا يظن الناس حتى الكبار منهم وأصحاب التجارب والثقافة أنهم أذكى من كل الناس، وأن الناس كلهم أغبياء إلا هم، لقد واجهت هذه الظاهرة من علماء ومن رجال سياسة ومن فطاحل في علومهم ومكانتهم الاجتماعية لا يقدرون ذكاء الآخرين ويحسبون أنهم يستطيعون أن يستغفلوا جميع الناس، والحقيقة أنهم لا يستغفلون إلا أنفسهم.
وبصورة أكثر احتراما واجهت هذا المصير من عبد الخالق حسونة باشا حين كان أمينا للجامعة العربية، فقد توسط لي عنده عمي عزيز باشا لأعين بجامعة الدول العربية، وبين عبد الخالق باشا وأبي قصة طريفة سأذكرها لطرافتها.
كان أبي وزيرا للشئون الاجتماعية وكان عبد الخالق باشا وكيلا للوزارة، وكان في الوزارة موظف حصل على اثنتي عشرة دكتوراة في القانون، ومع ذلك كانت حركة الترقيات تتخطاه دائما، ولشدة شعوره بالظلم كان يضع على باب الحجرة التي يجلس بها ورقة تحمل اسمه وعناوين الدكتوراهات (إن صح الجمع) التي يحملها.
وشعر أبي بالظلم الفادح الذي يلاقيه فطلب إعداد مذكرة بترقيته إلى الدرجة الخامسة، وأعدت المذكرة وسارت في طريقها المرسوم حتى وصلت إلى وكيل الوزارة تمهيدا لعرضها على الوزير، فإذا بعبد الخالق باشا يكتب على المذكرة لا يرقى، وجاءت المذكرة إلى مكتب أبي، فإذا به يكتب همزة واحدة فوق لا بسخرية من وكيل الوزارة، وليوضح له أن الأمر أولا وأخيرا للوزير وليس للوكيل، وضع أبي همزة على لا وفصلة، بعدها فأصبح القرار: لأ، يرقى. ورقي الدكتور بقرار وزاري دون حاجة للرجوع إلى الوكيل أو غيره، واستشاط عبد الخالق حسونة باشا لهذه التأشيرة وقدم استقالته وكان وكيل الوزارة إذا استقال تعرض استقالته على مجلس الوزراء، ولم يشأ مجلس الوزراء قبول الاستقالة لموضوع ليس من العسير معالجته، وتصدى عبد المجيد إبراهيم باشا الذي كان وزيرا حينذاك للموضوع وطلب إلى مجلس الوزراء إرجاء النظر في الاستقالة حتى يبذل مساعيه بين أبي وبين عبد الخالق باشا، وفعلا دعا أبي والوكيل إلى الغداء في بيته، وبدأ عبد الخالق باشا العتاب، وكان رجلا في غاية الأدب والكياسة وحسن التأني، وكان دائما يقول كلمة مونشير لمحدثه، وهي كلمة فرنسية تعني يا عزيزي، قال لأبي: يا مونشير تكتب على تأشيرتي لأ، يرقى.
فقال أبي: وأنت تتمنع عن ترقية موظف تعلم أنني أمرت بترقيته. - يا مونشير إنه لا يفهم شيئا. - يا عبد الخالق بك أنت وكيل وزارة وأنا وزير، وكل منا لا يحمل إلا ليسانس الحقوق، أكثير أن أرقي موظفا يحمل 12 دكتوراه إلى الدرجة الخامسة. - إنه ليس كفئا. - وهل رقيته إلى مدير عام، إنها مجرد الدرجة الخامسة. - بردون يا مونشير.
Bilinmeyen sayfa