Hayatımdan Görünümler: Yarı Otobiyografik Bir Anlatı
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
Türler
وقبل ظهور نتيجة الجائزة بفترة لا أذكرها زارني أخي الحبيب أمين يوسف غراب في البيت وأخبرني أن الدكتور طه يريد أن يراني، وأخبرني أمين أن الدكتور قرأ روايتي، وأنه معجب بها فكدت أطير من الفرح وصحت بأمين وماذا ننتظر هلم بنا، وحين دخلت حجرة د. طه وجدت معه الأستاذ عباس خضر - رحمه الله - وكنت أعرفه معرفة وثيقة، وما هي إلا دقائق حتى قال الدكتور: لقد قرأت روايتك يا ثروت وأعجبت بها كل الإعجاب. - هذا شرف لم أتصور أنني سأناله يا معالي الباشا. - أنت أديب قلت ما يريد أن يقوله عن طريق الرواية. - الحمد لله.
وصمت قليلا ثم قال: الحق أنه لم يكتب في تاريخ الأدب العربي عن الريف المصري، مثلما كتبت أنت في روايتك هارب من الأيام.
أصبحت الدنيا في ناظري زغاريد وموسيقى وبهجة لم أشعر بها حتى وأنا أتلقى خبر نيلي الجائزة.
وبعد أن جلسنا بعض الوقت استأذنت أنا وأمين، فإذا الدكتور طه يقول وهو يودعني: لا تحسب أنني سأمدحك حين أكتب عنك، ولكني سأشد أذنك.
فقلت والفرحة تزيد قلبي خفقا: مرحبا بكل ما يأتي منك يا معالي الباشا.
وما هي إلا أيام حتى طلبني محرر من جريدة الجمهورية يريد مني صورة ليضعها في المقال الذي كتبه عن روايتي د. طه حسين، وسارعت بالصورة إلى الجريدة.
ولم أنم في هذه الليلة حتى الصباح وبكرت إلى الجمهورية وقرأت المقال، فوجدت المقالة الكبيرة التي كتبها د. طه ووجدته يأخذ علي أن جعلت فئة تتظاهر بأنها تأخذ من الأغنياء لتعطي الفقراء بينما تستولي هي على الجانب الأكبر مما تستلبه. قال د. طه إن هذا ليس في حياتنا وإنما كان أيام صعاليك العرب، أما باقي المقال فكان مديحا لي ما زلت أشعر بالزهو أنني نلته من الأستاذ الذي أعتقد أن الأدب العربي الحديث قد تخرج على يديه.
انتظرت حتى أصبح الوقت مناسبا وفي الساعة العاشرة كنت أقف على باب رامتان، وهو اسم الفيلا التي يقطنها الدكتور العميد، وكان جالسا في مكتبه، واستقبلني وهو يقول: إذن أنت لم تزعل مني. - أزعل! بل أنا أسبح في بحور من السعادة.
وصمت قليلا وقال: ثروت! ماذا تقصد بروايتك؟ - لقد قلت لي معاليك إنني قلت ما أريد عن طريق الرواية. - لا شأن لك بما قلت. أخبرني أنت ماذا تقصد؟ - أرسم عهد الطغيان الذي نعيش فيه. - نعم، هذا ما فهمته. - إذا لم تفهمه أنت فكأنني ما كتبت شيئا على الإطلاق. - ثروت اسمع أستحلفك برحمة والدك، وإني أعرف مدى حبك وإكبارك له وبحياتي، وأنا أعرف مكانتي عندك، ألا تخبر أحدا بهذا الذي تقول، ولقد قصدت أن أموه في مقالتي ذاكرا صعاليك العرب، وما إلى ذلك حتى تقول إذا ما سئلت بصفة رسمية إذا كان طه حسين لم يفهم أنني أهاجم العهد، فكيف تفهمون أنتم هذا المعنى، ولهذا كتبت ما كتبت من نقد لك لأتظاهر بأنني لم أفهم المعنى الذي قصدت إليه في روايتك يا ثروت، نحن نحكم بجماعة ليس لها حدود في الظلم والطغيان، والله وحده يعلم ماذا هم صانعون بك إن تبادر إلى ذهن أحدهم المعنى الذي تدور حوله روايتك.
وتأثرت بحديث الدكتور طه كل التأثر، وكنت في ذلك اليوم مسافرا إلى غزالة لبعض شأني، فما إن وصلت إلى البيت في البلدة حتى بادرت بكتابة خطاب للدكتور طه أقول فيه ما معناه إنك بما كتبت عني أثبت اسمي في سجل الكتاب، وهذا أمر ربما كانت الأيام تستطيع أن تصل بي إليه في قابلها مهما يكن هذا التقابل بعيدا، أما الحديث الذي دار بيني وبين معاليكم اليوم فقد وهب لي أبا بعد أن فقدت أبي، وهذا ما أثق أن الأيام تعجز أن تقدمه إلي.
Bilinmeyen sayfa