============================================================
وبثاء على ذلك أول الفاطميون قوله تعالى وله الاسماء الحسنى فادعوه بها، بأن المؤمن عليه أن يتقرب إلى الله وبعبده حق عبادته بمعرفة الحدود الروحانية - وهم اللائكه - المقربين اليه ، وبناء على نظرية المثل والممثول (1) نحد حدودا جسمانية تقابل الحدود الروحانية ،والثبى في عصره هو الذى يقابل العقل الكلى ، وصفات العقل الكلى تطلق على الثبى ، ولما كان الإمام هو خليفة الثبى (ص) والقائم مقامه فتتطبق عليه آيضا هذه الصفات التى هى صفات وأسماء العقل الاول (الكلى) .
فاذا فهنا الشعر الفاطعى على هذا النحو . ووقفتا على هذا المعنى الذى تصده الشعراء لانحد فى أشعارهم شييا من تأليه الاثمة ، وقد صرح المؤيد فى الدين بأنه لايسى امامه ربا بقوله : لست دون المسيح سماه ربا أهل شرك ولانسميك ربا (2) .
فهو يرمى الذين ألهوا المسيح بالشرك ويثقى عن ايمته أنهم آلحة ، فكيف نتبع القدماء بعد ذلك فى كل ما أذاعوه وادعوه عن الفاطميين .
وزى فى هذا الكتاب الذى بين أيدينا الآن صورة عن مرتبة الإمامة تختلف تمام الاختلاف عما وهمه المؤرخون وذكروه فى كتبهم عن تأليه الائمة الفاطميين ، فالمؤلف ذكر أكثر من مرة أن الفاطميين يفرقون بين مرتبة الثبوة ومرتبة الإمامة فالانبياء أفضل من الاثمة ، ومرتبة النبوة أعلى وأجل من مرتبة الإمامة (3) ، بل أجد فى كتب فاطمية أخرى مثل كتاب المجالس المؤيدية أن الفاطميين جملوا مرتبة الإمامة فى الدرجة الثالثة بعد مرتبة الثبوة ومرتبة الوصاية . ولذلك قالوا إن على بن أبي طالب وصى النبى صلى الله عليه وسلم ، وليس يامام من أتمتهم ، وأن (1) راجع ما كعبناه عن هذه النظرية فى مقدمة ديوان المؤيد داعى الدعاة وفى مقدمة كتاب الجالس المستتصرية (3) القصيدة الخامسة عشرة من ديوان المؤد فى الدين (3) راجع ص 39، ص 45
Sayfa 29