وقد قال الله تعالى { قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين
لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا } (1) .
مسألة
[ لا حجة للمخلوق على الخالق ]
ولا حجة لمخلوق على خالقه ولو كان في سابق علم الله لعذب من علم
أنه يعصيه بغير حجة يقيمها عليه ما كان من حكمه جورا وإنما شاء الله
تعالى أن يعبد وقد اجتمعت بمعرفة وحجة يقيمها علي عباده، والعالم علي
أهل زمانه حجة كما كانت الرسل حجة على عباده المكلفين.
مسألة
[ أثر بلوغ الحجة للمتعبد ]
وقد اجتمعت الأمة بأسرها أن بلوغ الحجة إلى المتعبد علمه بها ولا يباح
له الشك فيها بعد العلم بأي وجه كان وهذا ما يخرج من حجة العقل.
مسألة
[ أثر شهادة العالم للعالم ]
فإن قال العالم المشهور أن فلانا عالم فقيه وكان الرافع عالما في الفن الذي
شهد به لغيره فيه بالعلم لمن جهل ذلك وأنه حجة وأنه يبصر الولاية والبراءة فقول أنه حجة ولازم قبول قوله كما يكون حجة في رفع الولاية وقول
لا يكون حجة ولا يصح إلا بالشهرة ونحب قبول قوله للأمانة.
مسألة
[ قول الضعفاء من المسلمين ]
وأما قول الضعفاء من المسلمين قل أو كثر فلا يكون حجة منهم إلا أن يأتوا بصفة توجب الولاية والبراءة أو بفن من العلم مع تفسير عالم وأن يتضح ذلك مع المبتلي.
مسألة
[ أثر شهادة الاثنان فأكثر ]
وأما إن قال اثنان من ضعفاء المسلمين والأمناء على ما قالا أن فلانا الفقيه المشهور قال إن فلانا عالم بكذا أو بصير بالولاية والبراءة أو شهد بشيء من قوله يعبر أنه عنه عبارة كافية كان ذلك حجة منهما على قول.
مسألة
[ شهادة الواحد ]
وأما إن قال الضعيف من المسلمين أن يتولى فلانا فلا يكون حجة ولا
جازت ولايته بقوله.
مسألة
[ شهادة الثقة في الولاية والبراءة ]
__________
(1) 1- سورة الإسراء آية 95.
Sayfa 46