حجة كائنا من كان من المحقين فإن وقف عن شخصيهما من أجل قولهما ما لم تكن تقدمت له فيها معرفته وهو يتولى في الأصل أبا بكر وعمر بالشهرة
ما ضاق عليه ذلك أن حكمهما معه في الوقوف.
مسألة
[ حجة العالم على الجاهل ]
وأما إن صحت معه صفة أبي بكر وعمر من الفضل والعلم وجهل أن
العالم حجة وجهل أن أهل تلك الصفة حجة في الفتيا وهو عارف بهما فسأل أحدهما عن شيء فيما يسعه جهل أو أقام عليه بالنكير عن ما يسع جهله كان ذلك عليه حجة ولو جهل ما يكون به العالم حجة إذا علم منزلة العالم.
مسألة
[ حكم الحاكم العام ]
وإن خرج أبو بكر وعمر إلى بعض القرى من مملكتهما مكتتمين أو
أحدهما ولم يعلم عالمها قدومهما البلدة ولم يعرفهما بأعيانهما وهو داين بطاعتهما وولايتهما ويأمنهما على سفك الدماء بأمرهما تقليدا لهما فاستشهدهما مسلم بحق على ذمي بدرهم أو ما دونه فشهد به للمسلم
مع ذلك العامل فقبل شهادتهما أو حكم بالحق لمدعيه كان حاكما بغير ما
أنزل الله ضامنا لما حكم به ووجب عليهما خلعه وعزله إجماعا إذا اتضح
لهما صنعه.
مسألة
[ أهمية المعدل(1) ]
وأما إن كان بحضرة الحاكم من هو دونهما في المنزلة ممن يصير العدالة
فسأله الحاكم عنهما لما شهدا عنده فعدهما وهو جاهل بهما إلا لما رأى
في هيبتهما ومنزلتهما وحكم الحاكم بعدالة المعدل كان الحاكم سالما والمعدل لهما ظالما لأن المعدل حجة للحاكم.
مسألة
[ حكم جهل منزلة العالم ]
وكذلك كل عالم نزل بمنزلة الحجة في دين الله على من قام عليه مع من
علم منزلته ولو جهل حكم منزلته في الإسلام يسعه جهله كما لم يسع
جهل الظالم إذا شهر ظلمه مع من عرف منزلته ولو جهل منزلة العالم كما جهل الظالم إذا علم ظلمه ولو كانت حجة لا تقوم إلا على من عرف أنها حجة ما قامت حجة الله على أحد من خلقه موحد ولا ملحد ولا قامت
حجة نبي على قومه ولا إمام على رعيته.
مسألة
[ الرسول من جنس المرسل إليهم ]
__________
(1) 1- المعدل : له أهمية في القضاء باب التزكية الذي يزكي الشهود .
Sayfa 45