وأما إذا برأ العالم من خصمه المبطل من غير قيام حجة عليه فلا تقوم الحجة من العالم ببراءته من خصمه دون أن يبين ما لم يعلم الواقف الحدث
فإن علم الحدث الذي برأ منه العالم فليس له البراءة من العالم من أجل براءته من المحدث ولا يقف عنه برأي ولا بدين.
مسألة
[ عدم قيام الحجة من العالم ]
وأما إذا لم تقم عليه الحجة من العالم وعزب عليه هو حكم الحدث الذي
رآه لو كان بحضرة العالم ولم يسأله عن ذلك فواسع له ذلك على الأصح.
مسألة
[ ولاية المحدث بدين ]
وأما إن سلم من ولاية المحدث بدين ومن البراءة من العالم من أجل
براءته من المحدث ومن الوقوف عن العالم برأي أو بدين من المحدث فهو
سالم إجماعا.
مسألة
[ السبيل إلى معرفة المحق ]
فإن قيل فكيف السبيل إلى علم ذلك من الجاهل إن كان المختلفان في الدين فقيهين قد اشتهرت استقامتهما قلنا قد وضح السبيل وقوي الدليل إذ ينطق عالم فقيه أمين على ما حمله من العلم ما يسع جهله إذا نزل العالم منزلة يكون بها حجة علي الجاهل علم الجاهل الحجة أو جهلها.
مسألة
[ عدم نطق العالم بالحق ]
وإذا لم يكن العالم مع من سمعه ينطق بالحق عالما فيما سمع يسع جهله
وكان جاهلا بمزلته فلا يكون عليه حجة ولو كان كأبي بكر الصديق وعمر ابن الخطاب رضي الله عنهما.
مسألة
[ الافتاء فيما يسع جهله ]
ولو أن رجلا من أهل مكة أو المدينة حرسهما الله تعالى أو غيرهما قد شهرت معه منزلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في فضلهما وعلمهما وقامت عليه الحجة بأنهما حجة فيما يسع جهله فدخل المدينة ليسأل عن شيء فيما يسع جهله ولكنه لا يعرفهما بأعيانهما فسألهما فإن فتيا بشيء فيما يسع جهله ولم يتضح له هو عدل ذلك وقد صحت له هو بالشهرة حجة أبي بكر وعمر في العلم ما كانا عليه حجة لا يهلك بالشك فيما أفتياه به.
مسألة
[ البراءة من المحق ]
فإن رد عليهما ما قالاه من الحق أو برئ منهما هلك ببراءته من المحق بغير
Sayfa 44